الدكتور أحمد زكى أبو كنيز يكتب : فى عشية انطلاق القمة الأهم ( COP27 ) نأمُل و نتأمل
منذ ان تقررت ان تكون القمة السابعة و العشرين فى مصر و لا هم لنا نحن اعضاء المنظمات الاهلية المهتمة بقضايا تغير المناخ سوى بماذا سنخرج منها؟ و حملنا على عاتقنا ان نوعى المصريين بالتغيرات المناخية و اضراراها السلبية على مصر و المنطقة العربية و الافريقية حتى نشكل شعب واعى بالقضية يدعم موقف المفاوض المصرى خاصة و الجنوبى عامة امام مفاوضى الدول الغنية المتسببة فى الانبعاثات التى تسرع من وتيرة التغيرات المناخية
منذ بداية هذه النوعية من القمم و اقصد بها الدورات السنوية لانعقاد مؤتمر الاطراف المعنية باتفاقية الامم المتحدة الاطارية للتغيرات المناخية و المعروفة (بالكوب….) او ان شئنا الدقة منذ توقيع هذه الاتفاقية فى ريو دى جانيرو البرازيلية عام 92 من القرن الماضى يدور البحث فى كيف و متى سيلتزم المتسبب فى الاضرار العالمية بما يقع عليه من التزامات .
الالتزام , الخسائر و المستقبل ثلاث كلمات ربما تشكل اهم الموضوعات التى ستتناولها المفاوضات فى المؤتمر ونأمل ان يخرج قادة العالم بعد اسبوعى المؤتمر بمقررات ايجابية حيال الكلمات الثلاث فالالتزام يعنى ألتزام الدول الصناعية المتسببة فى الاحترار العالمى بخفض انبعاثاتها حتى نحقق كبح للاحترار العالمى فى حدود 1.5 درجة مؤية فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية او العودة الى 320 جزء فى المليون من الكربون فى الغلاف الجوى هذه هو الوجه الاول لعملة الالتزام, اما الوجه الاخر فهو الالتزام بتحمل النتائج السلبية للتغيرات المناخية على الدول الفقيرة بتقاسم فاتورة العمل المناخى فيما بينهم او اصلاح ما فسد وهى قيمة قدرت فيما مضى بمائة مليار دولار و لعلها مع تطور الاحداث العالمية قد تطورت وارتفعت ايضاً.
اما الخسائر و الاضرار فهى التبعات التلقائية المترتبة على التغيرات المناخية و تأثيراتها السلبية على الدول الفقيرة و التى لفرط فقرها وقل حيلتها حيال هذه الظاهرة الكونية وتكون اضرارها اشد و تقع غالبية هذه الدول فى القارة الافريقية السمراء, لذلك يدور نقاش طويل منذ قمة باريس 2015 مروراً بقمة جلاسكو 2021 الى الان بهدف ادراج بند الخسائر و الاضرار على جدول اعمال المؤتمر و لكن لا ارى ذلك سيتحقق, وان كانت لدينا الكثير من الامال فى وضعها باعتبار هذه القمة منعوته بانها قمة الافعال لا الاقوال.
ثم لدى امل أن يتقرر فى هذا المؤتمر مبدأ التخلص التدريجى من انبعاثات الغازات المسببة للاحترار العالمى, فأنه و طبقا للعلماء و نمازجهم الرياضية العتيدة فى هذا الشأن لإان عدم الاتفاق على البدء فى التخلص التدريجى من غازات الاحتباس الحرارى و الاكتفاء بمقولة الخفض التدريجى سيضع العالم فى مأزق كبير ربما تترتب عليه نتائج كارثية و ربما رأينا طلائعها هذا العام بالصيف الاروبى الغير عادى و الذى من فرط ارتفاع حرارته تسبب فى جفاف عدة انهار فى القارة العجوز.
وفى هذا الصدد فاننى آمل ان يتم الاتفاق على الخفض التدريجى من الان لنصل الى صفر انبعاثات عام 2050 و هذا هو الطريق الوحيد لنجاة العالم من النتائج الكارثية التى قد تترتب على عدم الالتزام بهذا, و لكنى فى ذات الوقت اتأمل فى حال الدول الكبرى والتى ادمنت و امعنت فى التهرب من التزاماتها الاخلاقيةحيال البشرية قبل التزاماتها المالية و التقنية للوصول الى عالم افضل للعيش على الكرة الارضية فى صحة و سلام.
كلى امل فى الله اولا ان يلهم قادة العالم 197 المتوقع حضورهم الى شرم الشيخ لتقرير الالتزام بالخفض التدريجى للانبعاثات و الدفع العاجل لتسريع العمل المناخى و اصلاح ما تم افساده خلال المائة و سبعون عام منصرم من عمر البشرية.
د. أحمد زكى ابو كنيز
رئيس الاتحاد النوعى للبيئة باسوان – مصر