أخبارخدماترئيسيمجتمع الزراعةمقالات

الدكتور حمدي المرزوقي يكتب : الوصايا العشر أمام مؤتمر الحوار الوطني

كان لنا الشرف ان نكون من اوائل الذين نادوا بالحوار الوطني بين فئات الشعب المصري وخاصة في الفترة الأخيرة ومن اجل تلاحم أبناء الشعب لمواجهة الفتن والقلاقل والصعاب التي تواجه الأمة المصرية في وحدة وطنية ..تكررت علي فترات من التاريخ الطويل ..وكان ان استجاب الرئيس القائد في حفل الإفطار مع الأسرة المصرية في رمضان الماضي ..

وقمت بعدها مباشرة با عداد بعض النقاط الهامة والتي رأينا انها قد تساهم في إثراء روح المناقشة وتلقي الضوء علي بعض الجوانب وارسلنا بها الي إدارة الحوار الوطني ..ولقد راينا في حينه ان هناك بعض علامات الاستفهام تتعلق بالعمل في بعض الوزارات وذكرنا البعض منها علي سبيل المثال : وزارة الصحة – وزارة التربية والتعليم – وزارة الزراعة – وزارة الثقافة – وزارة الري – وبصفة خاصة وزارة قطاع الأعمال والتي شهدت في الفترة الأخيرة تدهورا وردة خطيرة وخاصة فيما يتعلق بمستقبل صناعة الغزل والنسيج المصرية العريقة ومصانع المحلة الكبري علي وجه الخصوص وايضا التفريط في مصانع الحديد والصلب المصرية بحلوان ..

ونري مراجعة أعمال تلك الوزارات الهامة ..وطبعا كما هو معلوم للجميع تم تصحيح في بعض المواقع ..واليوم نري استكمالا لمسيرة الإصلاح المالي الإداري ان نبعث بتلك الملاحظات والتي قد تساهم في أعمال المؤتمر وعلي النحو التالي :

١- ان الوزارة التي كانت تسمي في فترة من الفترات ( وزارة الأمن الغذائي ) ..يتولي ريادتها ..رجال لا علاقة لهم بالامن الغذائي من قريب أو بعيد ..وكأننا جئنا بطبيب بشري ليتولي وزارة الصناعة وفي نفس الوقت اسندنا وزارة الصحة الي مهندس مدني ..اننا فقط ما زلنا نتساءل أين الرجل المناسب في المكان المناسب …
٢- من المعروف بداية لكل العاملين في مجال البحث العلمي ….انه يلزم لنجاح منظومة البحث العلمي ثلاثة عناصر اساسية وهي :
أ- الإدارة القوية الماهرة : فما بالنا بأن العديد من المواقع الحيوية العلمية والتطبيقية قد شغلها أناس من الرويبضة ..والذين يعملون من أجل اهواءهم وامجادهم الشخصية ولا ينظرون الا تحت أقدامهم..بل انهم يقودون مؤسساتهم علي طريقة الاستعمار ( فرق تسد ) ..أي بأحداث وإثارة الفتن بين مرؤسيهم وذلك بدلا من توحيد الصفوف وحل المشاكل وصيانة المؤسسات واستكمال المنشأت واعمال الصيانة الدورية …
ب- توفير الميزانية المناسبة للبحث العلمي – مع العلم بأن دستور الجمهورية الجديدة قد نص علي ألا تقل ميزانية البحث العلمي في مصر عن ١% من جملة الدخل القومي الكلي .
ج- اختيار العناصر الشابة والتي تصلح للبحث العلمي علي أسس ومقاييس علمية نزيهة ودون محاباة او مجاملة ثم توفير الجو المادي و الأدبي المناسب لهم لإثبات وجودهم علي الساحة ودون الحاجه الي تشتيت جهودهم بقضايا ثانويه مع التدريب الجيد لهم داخل مؤسسات الوطن العلمية و البحثيه وايضا خارج الوطن عن طريق البعثات…أن شباب الباحثين في حاجه ماسة الي الرعاية والاهتمام من القيادات لأنهم هم النوايا الحقيقة للنهضه المستقبلية للأمة المصرية و لأي امه تريد النهوض والصحوه الكبري
٣- كنت قد كتبت منذ حوالي الشهر مقاله عن مستقبل صناعه التقاوي في مصر وما تتعرض له من مصاعب و معوقات خطيره تهدد مستقبلها و ارسلت بها الي العديد من الجهات المعنية وبعض الاصدقاء النواب بالبرلمان المصري وللأسف لم أجد الاستجابة التي تصحح المسيرة وتحافظ علي تلك الصناعة الهامة…..نأمل في عرض تلك المعوقات و أساليب الحل علي مؤتمر الحوار الوطني

٤-نعم لقد تم التغيير في وزاره الثقافة و هي احدي الوزارات الهامة والتي تشكل وعي الشعب المصري…وللأسف نخرج من فنان تشكيلي ماهر الي عازف علي آله موسيقية ثم العودة مره اخري الي فنان عازف يتولي مقاليد تلك الوزارة الهامة و بالطبع فإننا جميعا نحمل كل التقدير والاحترام لمثل تلك التخصصات الفنية الرائعة ولكننا نري ان هذا الإختيار لم يصادف اهله وخاصة في تلك الفترة الحرجه في حياة الأمة المصرية….اننا في حاجة ماسة الي شخصيات في حجم دكتور ثروت عكاشة- دكتور أحمد هيكل – دكتور أحمد كمال ابو المجد تجدد شباب الأمه و حيويتها ان مصر خصبة بالنابهين في كل مجالات الحياة..

٥-هل إسناد وزارة الراي لشخصية أكاديمية علمية بحته وبعيد كل البعد عن قطاع الراي المصري العريق وفي ظل المشكلة الخطيره الموجودة حاليا علي الساحه واعني بها ما يسمي سد النهضة الإثيوبي قادر علي مواجهة تلك الصعاب…وهل نأمل أن يكون للمؤتمر الحوار الوطني رأي واضح و صريح لمواجهة ما يسمي ازمه سد
النهضة..

٦-هل إسناد وزاره التعليم للسيد نائب الوزير السابق والذي شاركه في جميع أعمال الوزاره السابقه يمكن أن يحقق الأمل في الخروج من النفق المظلم و إصلاح مسيره التربية والتعليم

٧- ألا توجد في مصر شخصية قومية وطنية تصلح لإدارة وزارة الإعلام القومي بدلا من السيد الوزير الذي استقال منذ اكثر من عام

٨-اننا نري ان إعطاء المزيد من حرية الرأي و التعبير وفي حدود القوانين التي تحافظ على أمن و استقرار الوطن هو الطريق الأساسي لتحقيق الاستقرار الوطني.

٩- اننا نأمل من مؤتمر الحوار الوطني أن يكتب تقريبا مفصلا عن أعمال السيد محافظ البنك المركزي السابق وماهي خطه السيد المحافظ الجديد للإصلاح

١٠- نأمل من جلسات الحوار الوطني أن تناقش قضيه قومية خطيره ألا وهي ضم جميع مراكز البحث العلمي والتابعة للعديد من الوزارات المختلفة تحت مظلة واحدة ألا وهي أكاديمية البحث
العلمي..

كل التمنيات الطيبة لجلسات الحوار الوطني بالتوفيق والسداد من أجل تحقيق الأمن والأمان لبلدنا الغالي مع التنمية و الرخاء
و اسلمي يا مصر انا لك الفدا
مع خالص تحياتي
د.حمدي المرزوقي
وكيل وزارة سابق
٩/٩/٢٠٢٢





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى