الدكتور صلاح يوسف يكتب : الدكتور عادل عبد القادر والدكتور حامد العنتبلى.. ونزع الجنسية
كلا الاستاذين الكبيرين رحمها الله وجميع أمواتنا لهما فضل على بإذن الله كبير.
الإثنان دفعة واحدة وكانا زميلين فى نفس الكلية ونفس القسم فى مرحلة دراسة البكالوريوس اى الدرجة الجامعية الأولى.. الاول أخذ الدكتوراه من أمريكا و الثانى من إنجلترا.. عادا بعد الدكتوراة.. تميز الدكتور عادل فى مجال تداول الحاصلات البستانية بعد الحصاد وتميز الدكتور حامد فى مجال منظمات النمو النباتية.. كلاهما كان رائدا لمجاله.. استقرا فى مصر بعد انتهاء البعثة و الحصول على الدرجة العلمية العليا.. دكتور عادل تزوج من امريكية وعاد بها إلى مصر وعاشا بها خمس سنوات.. لاقى مضايقات طوال السنوات الخمس التى اعاقت نموه. وحياته. عاد إلى أمريكا بينما استمر الدكتور حامد فى مصر..
استكمل دكتور عادل نشاطه العلمى وبعد سنوات قليلة أصبح رئيس القسم فى اعلى مدرسة علمية فى العالم ثم بعد سنوات أصبح الاب الروحي للتخصص فى أمريكا ثم بعد سنوات قليلة أصبح الرجل الأول فى العالم ونشر العلم والمعرفة والتخصص ليصبح القدوة، واصبح العالم كله فى هذا المجال يتحدث لغة الدكتور عادل عبد القادر..سافر كل دول العالم كخبير وعالم ومعلم ومات فى طريق عودته منذ عشر سنوات من مؤتمر بجنوب افريقيا حسب ما أتذكر.. أقمنا عزاءا له فى مصر تقريبا لم يحضره أحد بينما فى حياته كان جميع المصريين العاملين فى مجال الزراعة والمسؤوليين يرجون لقائه لخمس دقائق يخصصها لهم.. فى أمريكا يحتفلون سنويا بذكراه حتى الآن ومازالت الانشطة العلمية فى المجال تضعه فى المقدمة والمثال والقدوة.
دكتور حازم كان رئيسا للقسم أيضا فى مصر لسنوات طويلة.. أشرف على عديد من الرسائل العلمية.. وكان قدوة ادارية وعلمية وشخصية.. لا يعلم عنه فى مصر إلا القليل جدا من أصحاب التخصص.. توقف عن كاريره العلمى لحد كبير بعد فترة قصيرة وعاش حياة هادئة حتى توفاه الله ولم يشعر غالبا أحد بعبقرية هذا الرجل.
هنا فى مصر نتجاهل ونحارب ونقتل المواهب والقدرات.. نفرح بمن لم يرضوا بذلك وهاجروا ليحققوا ذاتهم حينما يعودون إلى الوطن بعد أن أصبحوا مرموقين عالميا.. لم نسأل أنفسنا أبدا لماذا هاجروا؟ ولماذا أصبحوا مرموقين عالميا؟ وأين زملاءهم المصريون الذين استمروا فى مصر؟ وأين من كانوا يتفوقون عليهم؟.. كلهم أو معظمهم انتهوا إلى لا شئ.
قديما قلت من تحمل التجاهل والظلم سيعيش طوال عمره يتحمل.. أما من لم يتحمل فلن يعانيه مرة أخرى.
المشكلة ليست فقط فى رئيس كل نظام حكم مصرى ولا فى الوزارات المعينة، ولكنها المشكلة فى كل من تحمل مسؤولية فى كل مكان وهو غير أهل، لها فضيعوا أجيال وراء أجيال، ومازالوا يبحثون عن تطوير الرياضة والاقتصاد والمجتمع والطرق والكبارى.
الطريق الوحيد الذى يجب أن تسلكه مصر هو أن يكون كل رجل مؤهل تماما للمسؤولية التى يستحملها والمكان الذى يشغله .. ان يكون فقط الرجل المناسب فى المكان المناسب.. وقتها لن يكون هناك ظلم أو تجاهل أو صراع، وسيكون فقط تنافس لوضع مصر فى مقدمة دول العالم وسيطلب الجميع من دول العالم الحصول على الجنسية المصرية.
فاهمين ياولاد.. . الوطنية هى إيه.
وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق