صديقة حسين تكتب : الطريق من جلاسكو إلى شرم الشيخ والأمل المعقود
إن أزمة المناخ لم تعد مشكلة طويلة الأمد فقط لكنها تحتاج إلى تحرك سريع من العالم المتقدم لإنقاذ الأرض من خطر وكوارث التغيرات المناخية التي تسبب فيها بتجاربه النووية فى أعماق البحار والغلاف الجوى وزيادة ارتفاع درجات الحرارة من الوقود الاحفورى لذا فإن قضية التغير المناخى هى القضية الأساسية التى أن الاوان لمعالجة تأثيراتها الضارة وتحمل الدول المتقدمة مسؤولياتها تجاه الدول النامية والإفريقية التى ليس لها يدا فى ما تكبدته من هذه التغيرات لابد من توحيد الرؤى للدول المتقدمة وتضافر كافة الجهود بشكل غير مسبوق من العالم المتقدم لتلبية الحاجة الملحة للتصدى للآثار الجانبية للتغيرات المناخية وتحقيقا لأهداف اتفاقية باريس لذا فإن الامل معقود فى إنقاذ العالم من خطر وكوارث هذه التغيرات فى قمة شرم الشيخ نوفمبر القادم فى مؤتمر الأطرافcop27, وما قد يتوصل إليه العالم من اتفاقيات واليات للتنفيذ على أرض الواقع حيث إن ظاهرة التغيرات المناخية تعتبر تهديدا وجوديا للعالم فإن أخطارها يفوق اخطار الحروب البشرية والتى قد تصل إلى اختفاء جزر كبيرة مأهولة بالسكان بسبب ارتفاع مستوى البحر نتيجة لذوبان الأنهار الجليدية والأراضي الجليدية بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض مما يزيد ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات ففى عام 2013 أصدرت الأمم المتحدة تقريرا كارثيا متوقعا (أنه بدون تخفيضات كبيرة فى الانبعاثات يمكن أن ترتفع مستويات سطح البحر بين 1/5الى3اقدام بحلول عام 2100من
اثر ظاهرة الاحتباس الحراري الذى يؤثر تأثيرا سلبيا على الاقتصاد والصحة العامة والسواحل والبنية التحتية وللاسف الشديد فإن كل هذه التغيرات نشهدها الان فنجد الفيضانات والجفاف والتصدي والحموضة الأراضى الزراعية وموجات الحر وحرائق الغابات والعواصف الكبرى والزلازل والبراكين كل هذه الظواهر الكونية سببها التغيرات المناخية الحادة بسبب ارتفاع درجة حرارة الارض
ومصر من الدول التى اولت قضية التغيرات المناخية اهتماما كبيرا نسبة مصر لا تتعدى 1/فى المائة من اثار التغيرات المناخية هذا بفضل توجهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن خلال رئاسته للجنة دول وحكومات افريقيا للتغيرات المناخية عام 2015ومنذ ذلك التاريخ وبدأ الاهتمام بقضايا التغيرات المناخية وأخذت شكلا جديدا للاهتمام بقضايا البيئة من جميع النواحى الصحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وهو ما ظهر فى كافة المشروعات القومية والطاقة النظيفة والمتجددة وتبنى منظومة متكاملة من الاجراءات والحلول التى تطبق على مرافق البناء وهو ما ساهم فى تعزيز التوجه نحو إقامة مدن عمرانية خضراء قادرة على التخفيف من أثر التغيرات المناخية وزيادة استصلاح الأراضي الزراعية وبهذا يتحقق هدفين مهمين من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وهما الهدف الحادى عشر والثالث عشر وقد وضعت الخطط المصرية أمامها النمو الاخضر والتغيرات المناخية وجعلت منهما مسارات متكاملان لا يوجد تعارض بينهما من خلال وضع استراتيجية متكاملة التحول للاخضر بما يخدم المواطن لمواجهة الآثار الجانبية والسلبية للتغيرات المناخية التي تهدد مسار التنمية المستدامة لذلك فإن التغيرات المناخية تعد
من أهم الملفات الاقتصادية فقد انشىء المجلس الوطني لمواجهة التغيرات المناخية برئاسة رئيس مجلس الوزراء ويقوم بوضع آليات للتنسيق بين كافة الوزارات والجهات المعنية بقضية التغيرات المناخية من خلال وضع أهداف الاستراتيجية الوطنية للتغيير المناخى ويشارك أعضاء المجلس الوطنى للتغيرات المناخية كل فى موقعه بتنفيذ اهداف الاستراتيجية وتقوم وزارة البيئة بإطلاق حملات لنشر مفاهيم التغير المناخى بهدف دمج المواطن المصرى فى أساليب مواجهة التغيرات المناخية ضمن اهداف الاستراتيجية الوطنية للتغيير المناخى فمصر اتخذت خطوات عمل مهمة تتعلق بالتغير المناخى وتأثيراته ووضع آليات لمواجهة هذه التغيرات المناخية فى كافة مناحى الحياة .
أن الهدف المهم والاساسى فى قضية التغيرات المناخية هو كيفية تعامل الدول النامية والإفريقية مع هذه التغيرات التى ليس لها يدا فيها كما أن هذه الدول لديها احتياجات من جراء هذه التغيرات لمواجهة هذه التحديات وان هذه الاحتياجات تتحدد فى ثلاث نقاط رئيسية قضية التمويل والاحتياجات لمواجهة هذه الآثار السلبية للتغيرات المناخية والاستثمارات وكيفية التعامل معها والحفاظ عليها لذلك فإن مؤتمر الأطراف cop27 الذى سيعقد باذن الله نوفمبر القادم فى مدينة شرم الشيخ أمامه تحد كبير لهذه الدول التى لا تستطيع أن تفى بالتزامات التكيف البيئ مع هذه التغيرات المناخية التى تهددها بيئيا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا فمصر عليها مسئولية كبيرة لإنجاح مؤتمر الأطراف cop27 باذن الله بأن تمهد الطريق بكل السبل التفاوضية ومحاولة التعامل مع المؤسسات التمويلية من أجل تمهيد الطريق لمواجهة اثار وتحديات هذه التغيرات المناخية الدول النامية والإفريقية وتحقيق أهداف اتفاقية باريس وأهداف التنمية المستدامة 2030للامم المتحدة
ولا احد ينكر ما تقوم به الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى هذا الشأن وان شاء الله مصر ستنجح فى هذه القضية لما لمصر من ريادة وسوف تقوم مصر باذن الله بتوحيد الرؤى بين معظم الدول المتقدمة التى استشعرت الخطر فى مؤتمر الأطراف بجلاسكو
نأمل أن يكون مؤتمر الأطراف cop27 فى شرم الشيخ نوفمبر القادم فاتحة خير العالم كله وان بتحمل العالم المتقدم مسؤولياته التى سببها للدول النامية والإفريقية وتحقيق أهداف اتفاقية باريس وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة أن شاء الله
كاتبة صحفية مصرية – نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر