أخبارمجتمع الزراعةمحاصيلمقالاتمياه ورى

الدكتور جمال عبد ربه يكتب : ثورة التنمية الزراعية

يدور الحديث محليا ودوليا عن محطة المعالجة الثلاثية لمياه مصرف بحر البقر والتي افتتحها بالأمس فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية كأكبر محطة معالجة لمياه الصرف علي مستوي العالم وقد تم تسجيلها في موسوعة جينيز للأرقام القياسية وهو شيئ يدعوا للفخر

و لمن لا يعرف فإن هذا المشروع العملاق لا يجب النظر إليه بمنظور أنه سيساهم في زيادة الرقعة الزراعية في منطقة شرق القناة وسيناء لتصل ل ٤٢٠ ألف فدان بدلا عن ١٢٠ الفا الموجودون حاليا وبما يوفر قرابة الأربعين ألف فرصة عمل فقط، بل هو مشروع بيئي بامتياز، فلم يكن مقبولا بعد أن تم ضخ تلك الاستثمارات الهائلة في إعادة تأهيل بحيرة المنزلة ورفع كفاءتها وإعادة الحياة إليها بأعمال التكريك والتطهير التي جرت بها أن يستمر السماح باستمرار تدفق مياه مصرف بحر البقر في الدخول إليها وهي حاملة مصادر التلوث الممرض بل و المميت لكل الأحياء والثروة المائية بالبحيرة، فكان التفكير في هذا المشروع البيئي العملاق بتكلفة ١.٢ مليار دولار لتحويل هذه المشكلة العويصة والتي أثرت سلبا علي اقتصاد الوطن إلي مشروع ذو عوائد إيجابية تتمثل في زيادة الرقعة الزراعية بسيناء والقناة وكذلك الحفاظ علي الثروة السمكية ببحيرة المنزلة وتقليل معدلات التلوث البيئي الناتجة عن مصرف بحر البقر والذي يبدأ من القليوبية ويخترق في طريقه محافظات الشرقية والدقهلية والاسماعيلية وبورسعيد ثم يعبر سحارات القناة اسفل قناة السويس ليصل شمال سيناء حيث كانت المياه تصلها بدون معالجة وتخلط مع مياه النيل بنسبة ١:١

ولكن مع صدور اللائحة التنفيذية لقانون الزراعة العضوية ولنظرة الدولة في زيادة الصادرات الزراعية كان لا بد من إحداث نقلة نوعية فكان التفكير في مشروع محطة المعالجة الثلاثية العملاقة تلك سعيا للوصول لجودة مياه تساهم في الحصول علي منتجات زراعية آمنة للسوق المحلي وللتصدير

هذا من جانب ومن جانب آخر وكما سبق توضيحه القضاء على أحد أخطر مصادر التلوث في تلك المحافظات الست وزيادة كمية وعائد الثروة السمكية بمعالجة ثلاثية لانتاج كمية مياه معالجة تقدر ب ٥.٦ مليون متر مكعب يوميا بما يزيد عن ٢ مليار متر مكعب مياه معالجة في السنة

وبالنظر من منظور اشمل فيجب أن نضع في الحسبان الطرق التي تم شقها وكذلك الكباري والأنفاق ومحطات الكهرباء ومحطات الرفع التي تم تشغيلها وكذا شبكات الري الحديث لتلك الاراضي المزمع زراعتها وكل ذلك في إطار خطة محكمة تسير بها الدولة تحت قيادة واعية تعي مشاكل امتها وتضع حلولا استراتيجية لا مسكنات مرحلية وتنظر لوطن كيف سيكون حاله بعد مائة عام وتضع خططها علي هذا الأساس،
حفظ الله الوطن وقائده


ا. د جمال عبد ربه – عميد كلية الزراعة جامعة الأزهر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى