أخباررئيسيزراعة عربية وعالميةمحاصيلمقالات
الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : سر اهتمام السادات بمركز بحوث الصحراء عقب زيارته لإسرائيل
مسئول اسرائيلى يعلن أمام الرئيس السادات استفادتهم من ابحاث الدكتور القصاص
مشروع انشاء دوله اسرائيل قام منذ اربعينات القرن الماضى على التفوق فى صناعه السلاح وزراعه الصحراء !! فأنشاءوا وحده للبحوث تابعه للجيش الاسرائيلى للتكنولوجيا واقتبسوا من مصر فكره انشاء معهدا لبحوث الصحراء بأعتبارها رؤيه عبقريه اهتدى اليها الملك فؤاد الاول عام 1939 واستقدم لها خبراء من فرنسا والنمسا لوضع هيكل “معهد فؤاد الاول للصحراء ” ومجالات ابحاثه بما يؤهله لأكتشاف كنوز الصحراء المصريه الشاسعه .
أستعارت اسرائيل الفكره وانشأت معهدا لبحوث الصحراء فى الخمسينات ليكون ترتيبه الثانى تاريخيا بمنطقه الشرق الاوسط ليتجاوز السبق الزمنى لمنافسه المصرى بتفوق علمى وتكنولوجى احدث ثوره فى زراعه الصحراء تجاوزت حدود اسرائيل الى العالم بتقنيات الرى بالتنقيط وتحليه المياه والتغذيه بالحقن وغيرها وغيرها مما يصعب سرده .
ان تفوق علماء معهد بحوث الصحراء الاسرائيلى واستحقاقهم جوائز دوليه مرموقه وسمعه عالميه كبيت خبره لعلوم الصحراء ومكافحه التصحر يرجع الى استقرارهم تحت مظله جامعه بن جوريون بعيدا عن اى محاولات للتخريب تحت دعوى التحديث او التطوير لأيمانهم بأن المضمون يسبق الهيكل البيروقراطى .
حرص الاسرائيليون اثناء زياره الرئيس الراحل انور السادات على ابهاره بقدراتهم فى زراعه الصحراء فأضافوا لبرنامج الزياره تفقد معهد الصحراء حيث استعرضوا له فى زياره ميدانيه برامجهم البحثيه التى تضمنت الاستفاده من ابحاث منشوره لعلماء مصريين بارزين وذكر منهم مدير المعهد الاسرائيلى اسم القصاص ناطقا اياه بالأنجليزيه ” بروفيسور كساس” مما اثار فضول السادات الى الاستفسار من احد مرافقيه عن هذا الاسم المجهول له .. فقيل له انه العالم المصرى عبد الفتاح القصاص .
استدعى السادات عقب عودته لمصر البروفيسور القصاص عارضا عليه اختياره مستشارا علميا له طالبا منه مشروعا لأنشاء معهد للصحراء مماثل لنظيره الاسرائيلى !!. فكشف له البروفيسور القصاص الحقيقه الغائبه بأننا نمتلك بالفعل منذ الخمسينات اول معهد لبحوث الصحراء بالشرق الاوسط ويتفوق بتخصصاته فى الجيولوجيا والمياه الجوفيه والمراعى الطبيعيه والفلورا النباتيه وغيرها عن غيره من المعاهد العالميه ولكنه يفتقد الرعايه الواجبه من الدوله .
استدعى على الفور السادات مدير معهد الصحراء آنذاك البروفيسور عبده شطا فى حضور بعض الوزراء ومن بينهم المهندس حسب الله الكفراوى الذى تابع حوار السادات مع شطا فوجدها فرصه ذهبيه لضم المعهد الى وزاره التعمير والاسكان لأسترضاء الرئيس صاحب ” الدعوه لغزو الصحراء “!!! وتم الاستجابه لمطلبه لزواج لم يدم طويلا وكانت نهايته ” طلاق بائن ” دون رجعه بعد تجربه مريره لا يتسع المجال لشرحها .
شاء القدر ان يتقدم للمعهد عرضا آخر للزواج ولكن بمهر كبير ومزايا اكثر اغراءا من وزير الزراعه واستصلاح الاراضى د. يوسف والى الذى استثمر نفوذه القوى فى تحويل المعهد الى مركز للبحوث بكادر الجامعات وبموازنه تماثل خمسين ضعفا لموازنته السابقه المتواضعه !! وحظى المركز خلال عصر د. والى بأستقرار ونمو لأدراكه ” كعالم ” قبل ان يكون ” وزيرا ” بقيمه ابحاثه وكوادره .
رحل الوزير القوى لأسباب سياسيه حزبيه لايتسع المجال لشرحها ولكن عواقبها كان هدفا استراتيجيا مثيرا وهو تصفيه وزاره الزراعه وتقزيمها تدريجيا الى نشاءتها اولى “كوزاره دوله” بعد ان كادت تناطح الوزارات السياديه !!! فنال مراكزها البحثيه التهميش والهدم دون ادنى ذنب مما انتهى بها للواقع الذى تعيشه حاليا من خفض الموازنات والامكانيات !! ..
ونستكمل غدا
٢