لم تكن رحلة صلاح هاشم، ابن قرية أصفون المطاعنة، مقتصرة على بناء مشروع ناجح يوفّر مئات فرص العمل، بل امتد الحلم ليشمل خدمة المجتمع ورد الجميل لأهل الصعيد. ومن هنا جاءت فكرة مؤسسة جنوب الوادي لتنمية الصعيد، التي وُلدت من رحم التجربة والإصرار على أن يكون النجاح شراكة مع المجتمع.

البداية كانت بإقامة المؤسسة ندوة كبرى للتوعية من أخطار المخدرات داخل قرية أصفون، حضرها نحو ألفي شاب، بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية. وقد مثّل هذا اللقاء نقطة انطلاق لرسالة المؤسسة، لتؤكد أن التنمية لا تقتصر على الاقتصاد فحسب، بل تشمل بناء وعي الشباب وحمايتهم من براثن الإدمان.

صلاح هاشم بن قرية أصفون المطاعنة

ومع مرور الوقت، توسعت أنشطة المؤسسة لتشمل الجانب الخدمي والإنساني. فقد خصّص ص مساحة 22 ألف متر مربع لزراعة النخيل، يذهب كامل عائدها إلى تمويل مشروعات الخير، وفي مقدمتها دفع المصروفات الدراسية لأبناء الأيتام، حتى لا يحرم طفل من التعليم بسبب ضيق ذات اليد.

اليوم أصبحت مؤسسة جنوب الوادي نموذجًا يحتذى به في الربط بين الاستثمار والخدمة المجتمعية، حيث استطاعت أن تثبت أن العمل التنموي في الصعيد يمكن أن يُبنى على رؤية واضحة تستند إلى دعم التعليم، ومساندة الأسر البسيطة، وحماية الشباب من المخاطر،