المقدمة :
جنس الكمبيلوبكتر يضم بكتريا عصوية اسطوانية الشكل منحنية الى حلزونية وسالبة لصبغة الجرام , متحركة بشكل لولبى وغير متجرثمة , كما انهاتنمو فى نسبة قليلة من الاكسجين وموجبة للكتاليز والاكسيديز , حيث انها تحتاج الى كمية قليلة من الاكسجين (5%) , ثانى اكسيد الكربون (8%) ونيتروجين (78%) للنمو كما انها تنمو فى درجات حرارة تتج٩راوح مابين 32:45℃ وكذلك تنمو بشكل افضل فى وجود الاحماض الامينية عنها فى الاغذية الغنية بالكربوهيدرات , وتعتبر بطيئة النمو ومنافس غير جيد فى وجود انواع اخرى من البكتريا بالاضافة الى انها حساسة لعدة ظروف بيئية مثل :
– وجود الاكسجين – تركيز ملح اعلى من 2.5 %
– الحموضة (اقل من pH5.0 ) – درخة حرارة 30℃
– البسترة والجفاف ولكنها تستطيع تحمل درجة حرارة الثلاجة والتجميد لعدة شهور
ومن بكتريا هذا الجنس والتى تسبب امراضا للانسان
-campylobecter fetus sub sp.fetus
-c. coli
-C.jejuni
هناك أكثر من مليون شخص يصاب بعدوى الكمبيلوبكتر واللتى تحدث عن طريق تناول الغذاء الملوث بمكروب الكمبيلوبكتر مثل الماء الملوث وغيرالمعالج الألبان ومنتجات الألبان غير المبسطرة أو الطعام غيرالناضج أى غير المطهى جيدا أو المطهوه فوجودها يكون نتيجة تلوث بطريقة عرضية حيث يعتبر هذا النوع من التسمم حاليا من أهم العدوى المعوية الشائعة التى تصيب الانسان فى كثير من الدول ومعظم الحالات (حوالى 90% ) تكون متفرقة ومن النادر حدوثه فى صورة جماعية أو حالات التغذية فى التجمعات الكبيرة حيث تظهر الأعراض في غضون يومين إلى خمسة أيام من التعرض للميكروب ، وعادة ما يستمر المرض لمدة سبعة أيام بعد ظهوره. عادة ما تؤدي الإصابة بعدوى الكمبيلوبكتر إلى التهاب الأمعاء ، والذي يتميز بألم في البطن ، وإسهال ، وحمى ، وتوعك. يمكن أن يختلف الإسهال نفسه في شدته من براز رخو إلى براز دموي
وجدير بالذكر يكون المرض محدودًا ذاتيًا. ومع ذلك ، فإنه يستجيب للمضادات الحيوية. قد تتطلب الحالات الشديدة (الحمى المصاحبة ، الدم في البراز) أو الحالات المطولة إريثروميسين أو أزيثروميسين أو سيبروفلوكساسين أو نورفلوكساسين. قد تكون هناك حاجة إلى استبدال السوائل عن طريق أملاح معالجة الجفاف عن طريق الفم وقد تكون هناك حاجة إلى سوائل في الوريد للحالات الخطيرة. تشمل المضاعفات المحتملة لداء الكمبيلوبكتر متلازمة Guillain-Barré والتهاب المفاصل التفاعلي
طريقة حدوث المرض :
ويعتقد فى الولايات المتحدة أن بكتريا الكمبيلوبكتر مسؤلة بدرجة أكبرعن الحالات المرضية فى الانسان عن السالمونيلا والشيجيلا معا ,حيث تفرز هذه البكتريا سما معويا حساسا للحرارة وهو مسؤول عن الأعراض المعوية بالاضافة الى ذلك فهى تفرز عامل اختراق يساعدها على اختراق الطبقة المبطنة للأمعاء الدقيقة والغليظة ,والجرعة الازمة لحدوث المرض وهى حوالى 500 خلية ويمكن أن تصل الجرعة المعدية إلى 800 ميكروب لبدء العدوى ، يجب أن يخترق الميكروب مخاط الجهاز الهضمي ، وهو ما يفعله باستخدام حركته العالية وشكله الحلزوني. يجب أن تلتصق البكتيريا بعد ذلك بخلايا الأمعاء المعوية ويمكن أن تسبب الإسهال عن طريق إطلاق السموم, فتطلق C. jejuni العديد من السموم المختلفة ، وخاصة السموم المعوية والسموم الخلوية ، والتي تختلف من سلالة إلى سلالة وترتبط بشدة التهاب الأمعاء (التهاب الأمعاء الدقيقة). أثناء الإصابة ويعتبر( IgA )هو الأهم لأنه يمكنه عبور جدار القناة الهضمية. مما يتسبب في تكدسها وتنشيط المكمل ، كما يعطي مناعة قصيرة المدى ضد السلالة المعدية للميكروب تستعمر البكتيريا الأمعاء الدقيقة والغليظة ، مسببة الإسهال الالتهابي المصحوب بالحمى. يحتوي البراز على كرات الدم البيضاء و دور السمومC.J enterotoxin) (زيادة تجمع السوائل فى الأمعاء وحدوث الاسهال قد تؤثر C jejuni على الجهاز العصبى ويسبب متلازمة (Guillain-Barre)
السوط هو أحد أهم عوامل الضراوة في C. jejuni. ثبت أن البروتين السوطي ( FlaA ) هو أحد البروتينات الوفيرة في الخلية, حيث أن الأسواط مطلوبة للحركة وتشكيل الأغشية الحيوية وتفاعلات الخلايا المضيفة واستعمار المضيف.
مصادر العدوى :
• يعتبر اللبن الخام من المصادر الرئيسة لهذاالميكروب نظرا لأن اليكروب يوجد فى روث الماشية, فانه من السهل أن يلوث اللبن , وتتوقف درجة التلوث على طريقة الحلب ودرجة الاهتمام بالنواحى الصحية اثناء الانتاج
• يعتبر كل من القناة الهضمية والضرع الحيوان مصدرا لميكروب( C.jejuni ) وقد أظهرت التقارير أن هذا الميكروب يوجد فى القناة الهضمية لحوالى( 40-64 %) من الابقار السليمة ظاهرا , وبالتالى توجد أعداد قليلة من الكمبيلوبكترفى اللبن الخام
• توجد (C.jejuni) فى أمعاء حيوانات المزرعة والدواجن والحيوانات الاليفة (القطط والكلاب و والطيور)
• توجد فى مياة المجارى ومياة الانهار
• يوجد هذا الميكروب فى براز الاغنام والخنازير وبالتالى فى ذبائح الخنازير والاغنام والدواجن والرومى , حيث تعتبر الدواجن من الاغذية الاكثر تلوث يهذا الميكروب
• يمكن لبكتريا (C.jejuni) أن تتواجد فى العديد من الاغذية من مصدر نباتى أو حيوانى , حيث يكون تلوث الاغذية بطريقة مباشرة من فضلات الحيوانات أو الانسان أو بطريقة غير مباشرة من مياة الصرف الصحى أو الملوثة . وحالات التفشى تحدث نتيجة تناول الحليب غير المبستر والدجاج غير المطهوجيدا وغيرها والديك الرومى ولاأغذية الصينية والبيض وغيرها. ولكن الحليب غير المبستر والدجاجساهما فى العديد من حالات التفشى.
المضاعفات المحتملة :
تحدث المضاعفات المحلية لعدوى الكمبيلوبكتر نتيجة الانتشار المباشر من الجهاز الهضمي ويمكن أن تشمل التهاب المرارة والتهاب البنكرياس والنزيف المعدي المعوي الهائل. بينما تكون المظاهر الخارجية لعدوى الكمبيلوبكتر نادرة جدًا وقد تشمل التهاب السحايا والتهاب الشغاف والتهاب المفاصل الإنتاني والتهاب العظام. تم الكشف عن تجرثم الدم في أقل من 1٪ من المرضى المصابين بالتهاب الأمعاء العطيفة ومن المرجح أن يحدث في المرضى الذين يعانون من نقص المناعة أو بين صغار السن أو كبار السن..
نادرًا ما يحدث مرض جهازي خطير ناتج عن عدوى الكمبيلوبكتر ، ولكن يمكن أن يؤدي إلى تلوث الدم والوفاة. معدل الوفيات بسبب عدوى الكمبيلوبكتر هو 0.05 لكل 1000 إصابة. على سبيل المثال ، أحد المضاعفات الرئيسية المحتملة التي يمكن أن تسببها بكتيريا( C. jejuni )هي متلازمة ( Guillain-Barré ) ، التي تسبب الشلل العصبي العضلي في نسبة كبيرة ممن يعانون منه. بمرور الوقت ، يكون الشلل عادة قابلاً للانعكاس إلى حد ما ؛ ومع ذلك ، فإن حوالي 20٪ من مرضى ( GBS) يعانون من إعاقة ، ويموت حوالي 5٪. هناك حالة مزمنة أخرى قد تترافق مع عدوى الكمبيلوبكتر وهي التهاب المفاصل التفاعلي. التهاب المفاصل التفاعلي من المضاعفات المرتبطة بشدة بتركيبة جينية معينة. غالبًا ما تظهر أعراض التهاب المفاصل التفاعلي لعدة أسابيع بعد الإصابة.
العلاج :
يجب على المرضى المصابين بعدوى الكمبيلوبكتر شرب الكثير من السوائل طالما استمر الإسهال للحفاظ على الترطيب. يجب على المرضى أيضًا الحصول على قسط من الراحة. إذا لم يستطع شرب كمية كافية من السوائل للوقاية من الجفاف أو إذا كانت الأعراض شديدة ، فيجب تقديم المساعدة الطبية. في الحالات الأكثر شدة ، يمكن استخدام بعض المضادات الحيوية ويمكن أن تقصر مدة الأعراض إذا أعطيت في وقت مبكر من المرض.
علاوة على ذلك ، فإن الحفاظ على توازن الاملاح ، وليس العلاج بالمضادات الحيوية ، هو حجر الزاوية في علاج التهاب الأمعاء العطيفة. في الواقع ، يعاني معظم المرضى المصابين بهذه العدوى من مرض محدود ذاتيًا ولا يحتاجون إلى مضادات حيوية على الإطلاق. ومع ذلك ، يجب استخدام المضادات الحيوية في ظروف خطيرة محددة. وتشمل هذه الحمى الشديدة ، والبراز الدموي ، والمرض لفترات طويلة (الأعراض التي تستمر لأكثر من أسبوع واحد) ، والحمل ، والعدوى بفيروس نقص المناعة البشرية ، وحالات أخرى من نقص المناعة.
منع العدوى :
وللوقاية من هذه العدوى يجب منع وجود هذه البكتريا فى الأغذية النيئة التى من مصدر حيوانى ورغم أن هذا أمر صعب ولكن اتباع الطرق الصحية قد يساعد فى تقليل عددها فى الغذاء النيىء وكذلك أثناء التحضير وتداول الأغذية .
• طهي جميع منتجات الدواجن جيدًا. تأكد من طهي اللحم بالكامل (لم يعد ورديًا) وأن أي عصائر سائلة. يجب طهي جميع الدواجن للوصول إلى درجة حرارة داخلية لا تقل عن 165 درجة فهرنهايت (74 درجة مئوية).
• اغسل يديك بالصابون قبل تحضير الطعام.
• اغسل يديك بالصابون بعد التعامل مع الأطعمة النيئة من أصل حيواني وقبل لمس أي شيء آخر.
• منع التلوث المتبادل في المطبخ باستخدام ألواح التقطيع المنفصلة للأطعمة ذات الأصل الحيواني والأطعمة الأخرى وتنظيف جميع ألواح التقطيع وأسطح العمل والأواني بالصابون والماء الساخن بعد تحضير الطعام النيء من أصل حيواني.
• لا تشرب الحليب غير المبستر أو المياه السطحية غير المعالجة.
• تأكد من أن الأشخاص المصابين بالإسهال ، وخاصة الأطفال ، يغسلون أيديهم بعناية وبشكل متكرر بالصابون لتقليل خطر انتشار العدوى.
• اغسل يديك بالصابون بعد ملامسة براز الحيوانات الأليفة.
المراجع :
Int J Environ Res Public Health. 2013 Dec; 10(12): 6292–6304.
Published online 2013 Nov 26. doi: 10.3390/ijerph10126292
– عبدالرحمن , فوزية عبدالرازق وبوسلام , سليمان طاهر ( 2022 ) : الأحياء الدقيقة للأغذية . رقم الايداع 2020/ 4240 . دار الكتب الوطنية بنغازى – ليبيا.
رشا نجيب عبدالله
باحث – معهد بحوث صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر