المبيدات سموم تستعمل لقتل الآفات، ونظرا لتشابه العمليات الحيوية في الإنسان مع مثيلاتها في الآفات فإن المبيدات قد تؤدي إلى إلحاق الضرر بالإنسان ببعض المبيدات فائقة السمية لأن قطرات قليلة منها بالفم أو على الجلد او الاستنشاق قد تؤدي إلى تسمم شديد أو إلى الموت. المبيدات بطبيعتها مواد سامة للخلية الحية، و يلزم توخي أقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل معها.
من أكثر العمليات خطورة في التعامل مع المبيدات هو تجهيزها للتطبيق الذي يتضمن عمليات المعايرة و الخلط و التعبئة في وسائل تطبيقها، نظرا لما قد يترتب عنها من تطاير للرذاذ أو الغبار أو الانسكاب العفوي أو غير ذلك من حوادث التعرض لمخاطرها.
وقد تؤدي السمية المزمنة بالمبيدات إلى مخاطر من جراء التعرض المتواصل إلى كميات من المبيدات ذات تركيز منخفض، مثلاً عند التلوث المتواصل للملابس الواقية أثناء الرش، فإن المخاطر التي تتأتى عن هذه السمية قد لا تظهر في وقت قصير، وقد تأخذ عدة سنوات لتظهر أعراضها بعد التعرض الأول للمبيدات. فإن على الناس أن تعي ما قد ينجم عن هذه السمية المزمنة من مخاطر صحية جسيمة مثل:
• ازدياد خطر سرطان الدم وسرطان (الرئة، الدماغ، الأعضاء التناسلية، الغدد) والأورام الخبيثة.
• ازدياد في الإجهاض التلقائي.
• ازدياد في التشوه الوراثي (تشوهات عند الولادة).
• تدني الخصوبة.
• تشوه الكبد والبنكرياس.
• اختلال في جهاز المناعة (ربو، حساسية، …).
لذا يلزم ويجب دائما مراعاة تعليمات السلامة عند العمل في معايرة المبيدات و خلطها و تعبئتها واستخدامها، و التي منها:
• شراء الكمية المحتاج اليها فقط والحرص علي اختيار المبيد المناسب للآفة التي نرغب مكافحتها،
مع التأكد ان المبيد مصرح بتداوله من خلال لجنة مبيدات الآفات الزراعية والمختصين مع الحرص بشراء العبوة الأصلية محكمة الغلق ، و التأكد من تاريخ صلاحية المبيد، وان ملصق عبوة المبيد موضح فيه الآتي : (تعليمات الاستخدام – الآفة المستهدفة – إرشادات السلامة – تاريخ انتاج و انتهاء صلاحية المبيد- رقم تسجيل المبيد ) و قراءة ملصق العبوة قراءة جيدة و باستيعاب جيد، ثم حساب الجرعة اللازمة منه، و كذلك التخفيف من المستحضر الذي تم اختياره، على أن تستخدم وسيلة التطبيق المناسبة، و ارتداء ألبسة الحماية الشخصية و أدواتها، إضافة إلى تجهيز الإسعافات الأولية ضد الإصابة الطارئة بالمبيد في موقع العمل.
• أثناء الاستخدام: الحرص علي رش المبيد على الحشرات مباشرة و في شقوق الجدران و أماكن تواجدها و اختبائها، و تجنب استنشاق المبيد و تجنب الرش المباشر على المفارش أو الاواني المنزلية أو على سطح إعداد الطعام في المطبخ.
• لا يجوز التدخين مطلقا أو الأكل أو الشرب أثناء العمل في معايرة أو خلط أو تداول أو تطبيق المبيدات، أو حتى بعد انتهائه، إلا بعد الاغتسال الجيد، لأن ذلك قد يتسبب في استنشاق أو ابتلاع كميات من المبيدات، تكون قد لوثت الأيدي أو غيرها.
• لا يجوز أن يقوم شخص بالعمل منفردا في معايرة و خلط و تجهيز سوائل المبيدات، خاصة عندما يتم التعامل مع المبيدات الشديدة الخطورة على الصحة العامة.
• يتم خلط المبيدات في مكان جيد التهوية، بداية من فتح العبوة، لأن الضغط داخلها غالبا ما يكون أعلى من الضغط الجوي، وقد يتسبب فتحها و تسييب Release هذا الضغط في اندفاع قطرات من السائل المركز للمبيد خارجها، ويلزم فتح الأكياس بسكين أو مقص، لأن تمزيقها المباشر باليد قد يؤدي إلى اندفاع الغبار من في كل الاتجاهات، مما يعرض القائم بالعملية للخطر، مع توقيف أي مروحة أو هواية موجودة، حتى لا يتسبب تشغيلها في توسيع دائرة انتشار رذاذها أو غبارها في كل الأرجاء.
• عند ملء خزان الرش بسائل المبيد لا يجب ترك فتحة خرطوم التصريف عند مستوى أقل من مستوى سطح السائل في الخزان، و إلا حدث شفط عكسي Siphonning Back ينتج عنه تفريغ سائل الرش إلى الأرض، متخذا الاتجاه العكسي في الخرطوم.
• لا يجوز استعمال الفم في سحب Siphonning سائل المبيد بخرطوم، حتى ولو كان مخففا، أو استعمال هذه الطريقة في تفريغ مياه غسيل خزان الرش.
• عند خلط المبيدات يلزم أن يكون معروفا، و على وجه الدقة، الكمية من المادة (أو المواد) الفعالة اللازمة، ومعايرتها (قياس أحجامها أو أوزانها) بدقة بالغة، مع الحرص على تنظيف أدوات المعايرة بعد كل استعمال
• عند نفاذ محتويات إحدى العبوات بالكامل، يلزم شطفها جيدا (ثلاث مرات) بالماء أو بالمذيب المستعمل في تخفيف المبيد، و إضافة نواتج الشطف إلى خزان الرش قبل إتمام ملئه إلى العلامة المحددة أو المطلوبة
• بعد الاستخدام: الحرص علي غلق عبوة المبيد المتبقي بإحكام
وتخزين المبيد في مكان آمن بعيداً عن الأغذية والأطفال واشعة الشمس المباشرة
و التخلص من العبوة الفارغة أو المبيدات المنتهية الصلاحية بحسب الاجراءات المتبعة على العبوة.
• يلزم غسل القفازات و هي في اليد قبل خلعها، و الحرص على استعمال قفازات جديدة كلما أمكن ذلك، و عدم استعمال أيها لفترات طويلة، انتظارا للتمزق و التخلص منها قبل تمزقها بالطرق البيئية السليمة.
• غسل اليدين جيداً بالماء والصابون
• يلزم تنظيف أي تلوث بالمبيدات بمجرد حدوثه، فإذا تلوث الجلد بها يلزم غسيله مباشرة و بأقصى سرعة بالماء و الصابون، و تلوث الملابس يلزم تغييرها بأقصى سرعة ممكنة، و تنظيفها تماما منه قبل إعادة استعمالها، ويراعى تجنب غسل الملابس الملوثة بالمبيدات مع الملابس الأخرى، لكي لا تتسبب في تلوثها.
• الحرص علي وجود علبة الإسعافات الأولية لحالات التسمم بالمبيدات الزراعية:
تحتوي علي: الصابون – منظف لغسيل المبيد عن البشرة الملوثة ومياه نظيفة للغسيل والشرب و قفازات غير منفذة للماء لتجنب تلويث إضافي للمسعف أو للمصاب وقناع لحماية الوجه (العينين والأنف) عند الحاجة- كأس نظيف للشرب- قنينة من البلاستيك لغسيل العينين في حالة الإصابة- مناديل ورقية أو قماشية- فرشاة تنظيف الأظافر – فحم نباتي يعطي حسب إرشادات الطبيب- مواد مختلفة (كالرمل ونشارة الخشب) لامتصاص بقع المبيد في حال حدوث تلوث- أرقام هواتف الاسعاف – الدفاع المدني- المستوصف او وحدة طبية – طبيب مختص- مستشفى الطوارئ.
………………………
الاستاذ الدكتور/ عبدالعليم سعد سليمان دسوقي
قسم وقاية النبات- كلية الزراعة- جامعة سوهاج