الذكاء الاصطناعي والروبوتات أصبح يدخلان في العديد من المجالات والقطاعات في عالمنا، ومن المتوقع أن يلعب كلاهما دوراً مهماً للغاية في المستقبل، وتعتبر الزراعة واحدة من أهم تلك المجالات التي تسعى الدول لتطويرها باستخدام هذه التكنولوجيا، حيث يشكل الأمن الغذائي هاجساً لجميع دول العالم في ظل الانفجار السكاني، وازدياد هجرة المزارعين من الأرياف إلى المدن.

الذكاء الاصطناعي والروبوتات اليوم يعد جزءًا لا يتجزأ من العديد من العمليات الزراعية، مما يوفر فوائد كبيرة للمزارعين والصناعة بشكل عام، التنبؤ بالطقس له أهمية خاصة بالنسبة للمزارعين، إن نشر الروبوتات الطائرة يمكن أن يساعد المزارعين في مهام كمراقبة المحاصيل وتحليل التربة ومكافحة الآفات. وفي الوقت نفسه، يمكن لبرامج الذكاء الاصطناعي أن تلعب دورًا حاسمًا في التنبؤ بالظروف الجوية واتخاذ القرارات المتعلقة بالزراعة والحصاد واستخدام المبيدات الحشرية، فضلاً عن تقليل التعرض للظواهر البيئية المتطرفة.
تعد الزراعة أحد أهم قطاعات الاقتصاد العالمي، وتلعب التكنولوجيا دورًا متزايد الأهمية في تحسين إنتاجية ونوعية المحاصيل، وتحسين استخدام الموارد. وفي الآونة الأخيرة أصبحت تكنولوجيا تطبيقات الذكاء الاصطناعي ذات تأثير واضح جدا في القطاع الزراعي. وفي مصربدأ استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العديد من مجالات الزراعة خلال المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية ضمن فئة المشروعات الناشئة التابعة لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية.

وفيما يلي بعض الطرق التي يتم بها تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الزراعة:

• مراقبة صحة المحاصيل والتربة: يمكن للطائرات بدون طيار التقاط بيانات الصور الجوية التي يمكن استخدامها لمراقبة ظروف المحاصيل والتربة. ويمكن تحليل هذه البيانات لتقديم رؤى حول صحة المحاصيل، ونوعية التربة، ومراحل النمو.
• الكشف عن الحشرات و أمراض النباتات: يمكن تطوير الخوارزميات على اكتشاف الآفات والأمراض في المحاصيل. وهذا يمكن أن يساعد المزارعين على اتخاذ الإجراءات في الوقت المناسب لمنع انتشار الأمراض وتقليل تلف المحاصيل.
• مراقبة صحة الماشية: يمكن استخدام أجهزة الاستشعار لمراقبة صحة الماشية. وهذا يمكن أن يساعد المزارعين على اكتشاف العلامات المبكرة للمرض واتخاذ التدابير الوقائية لضمان سلامة حيواناتهم.
• الرش الذكي للمبيدات: يمكن استخدام روبوتات لرش المبيدات الحشرية والأسمدة بشكل أكثر كفاءة، تستخدم هذه الرشاشات رؤية الكمبيوتر للكشف عن مواقع المحاصيل وتطبيق الكمية المناسبة من المواد الكيميائية عند الحاجة فقط وهذا بدوره سوف يقلل من الاثار الجانبية الضارة للرش المفرط للمبيدات الكيميائية.
• إزالة الأعشاب الضارة تلقائيًا: يمكن استخدام الروبوتات لتحديد وإزالة الأعشاب الضارة من الحقول. اذ يمكن أن يساعد هذا في تقليل الحاجة إلى مبيدات الأعشاب والعمل اليدوي ومثال لذلك
– روبوت لتعويض النقص البشري في عالم الزراعة: طورت شركة فرنسية تدعى نايو للتكنولوجيا Naïo Technologies روبوتاً زراعياً من المتوقع أن يحدث ثورة في عالم الزراعة، حيث يستطيع الروبوت المزارع القيام بمهام مختلفة أهمها قتل وإزالة الأعشاب الضارّة من الأرض، وهي مهمة شاقة وتتطلب الكثير من الجهد والأيدي العاملة لتخليص الأرض من تلك الأعشاب، وأشارت الشركة إلى قدرتها على تصنيعها بأحجام مختلفة لتلبي جميع الاحتياجات في المزارع الصغيرة والعملاقة.
– روبوت ياباني يستطيع قطف الفاكهة بذراعيه: أشرفت المنظمة الوطنية للزراعة والأغذية في اليابان NARO على تطوير نموذج أولي لروبوت يستطيع حصد بعض أنواع الفاكهة مثل التفاح والكمثرى.ويتحرك الروبوت ذو الذراعين باستخدام سيارة ذاتية القيادة مصنوعة من عربة جولف معدلة. حيث تستطيع كاميرا الروبوت تحديد مكان حبة الفاكهة ومن ثم التقاطها ووضعها في حاوية صغيرة مثبتة على ظهره، ويقوم الروبوت بتبديل الحاوية بأخرى فارغة عند امتلائها.
– الروبوت كاري رفيق موسم الحصاد: عملت شركة فيوتشر إيكرز الأمريكية على تطوير روبوت زراعي جديدة يدعى “كاري Carry”، من شأنه مساعدة المزارعين على تحقيق المزيد من الإنتاجية، حيث يساعد الروبوت في جمع المحاصيل التي يتم قطافها يدوياً بشكل أسرع وبأقل كلفة مادية. وذلك لمواجهة الصعوبات التي تواجهها الزراعة بسبب نقص العمالة في ظل ارتفاع الطلب على الغذاء. يستطيع كاري نقل ما يصل إلى 226 كلج من المحاصيل لأماكن التجميع أثناء فترة الحصاد، ويتبع الروبوت عمال المزارع بشكل ذاتي ليوم كامل من العمل، وذلك بفضل بطارية تمكنه من العمل من 7 إلى 10 ساعات بشكل متواصل، وقطع مسافة تصل إلى 16 كم على التضاريس المختلفة.
• المسح الجوي والتصوير: يمكن استخدام الطائرات بدون طيار لالتقاط صور عالية الدقة للحقول والتي يمكن استخدام هذه الصور لإنشاء خرائط تفصيلية لصحة المحاصيل ورطوبة التربة والعوامل الأخرى التي تؤثر على نمو المحاصيل.
• تصنيف المنتجات الزراعية وفرزها: يمكن تطوير الخوارزميات لتصنيف المنتجات وفرزها بناءً على الجودة والحجم وعوامل أخرى. وهذا بدوره سوف يساعد في تقليل النفايات وضمان وصول المنتجات عالية الجودة فقط إلى السوق.
ان مستقبل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الزراعة واعد. وان تبنى المزارعون لهذه التقنيات سوف يقود بشكل متزايد لتحسين دخلهم، وتقليل النفايات، وتحسين استخدام الموارد الطبيعية واستدامتها. ومع توقع وصول عدد سكان العالم إلى 9.9 مليار نسمة بحلول عام 2050، فإن الطلب على الغذاء سيزداد. لذا يمكن لهذه التكنولوجيا أن تساعد المزارعين على تلبية هذا الطلب من خلال جعل الزراعة أكثر كفاءة واستدامة.

المصادر
وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية –
– وزارة البيئة المصرية
https://www.youm7.com – تعرف على أهم الروبوتات والتقنيات فى مستقبل الزراعة
– تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الزراعي https://uokerbala.edu.iq/archives/30184
WFP MENA – برنامج الأغذية العالمي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
– IFC – International Finance Corporation
– Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO)

الاستاذ الدكتور/ عبدالعليم سعد سليمان دسوقي
قسم وقاية النبات- كلية الزراعة- جامعة سوهاج
عضو مركز التنمية المستدامة بجامعة سوهاج
رئيس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج