تعتمد تقنية النانوتكنولوجي علي استخدام مواد نانومترية يتراوح حجمها بين 1 الي 100 نانوميتر بخصائص كيميائية وفيزيائية مختلفة عن المواد الاولية مما يجعلها متعددة الاستخدامات في مجالات مختلفة.
يعد مجال الثروة السمكية من المجالات الهامة اقتصاديا وانتاجيا وذات صلة مباشرة بالامن الغذائي والتنمية المستدامة. استخدمت تقنية النانوتكنولوجي في مجال الثروة السمكية بنهج متكامل من خلال تطبيقاتها للتحكم في الامراض البكتيرية والفيروسية التي تصيب الاسماك والطحالب والبكتيريا وغيرها من الملوثات باحواض الاسماك، واستخدامها كمواد اضافية للاعلاف لزيادة النمو والوزن، وايضا استخدامها في تنقية المياه والتحكم في الملوثات البيئية.
تستخدم اكاسيد العناصر المعدنية النانومترية مثل الفضة والنحاس والتيتانيوم من المواد المستخدمة للقضاء علي العدوي البكتيرية في الاسماك مثل البكتيريا الكروية العنقودية وخاصة العترات المقاومة للمضادات الحيوية وبكتيريا الايروموناس هيدروفيلا والستريبتوكوكس اجلاكتيا بكفاءة عالية حيث يقلل استخدام المواد النانومترية من عيوب المضادات الحيوية التقليدية مثل مقاومة البكتيريا وبقايا تلك المواد في الاسماك عند استهلاكها.
تستخدم اكاسيد العناصر المعدنية النانومترية المصنعة من المنجنيز، الزنك، السيلينيوم والنحاس كاضافات للاعلاف وذلك لزيادة معدلات النمو وكمضادات الاكسدة ومقاومة الاجهاد الحراري وزيادة الاستجابة المناعية ومقاومة السموم في الاسماك والقشريات. كما تساعد المواد النانومترية عند اضافتها للاعلاف الي زيادة امتصاص مكونات الاعلاف ورفع القيمة الغذائية لها وذلك نظرا لتعظيم الاستفادة من عملية الامتصاص والتمثيل الغذائي وتقليل الهدر المتمثل في اخراج الفضلات غير المهضومة وتقليل ارتفاع نسب المواد العضوية في المياه والحفاظ علي البيئة.
تستخدم تقنية النانوكنولوجي ايضا في التخلص من ملوثات المياه وتنقيتها من المواد العضوية ومن ملوثات النيتريت والنترات والامونيا وغيرها من المواد العضوية والمعادن الثقيلة وذلك باستخدام المواد النانومترية الكربونية مثل الجرافين وغيرها من مشتقات الكربون.
لم يقتصر استخدام المواد النانومترية في مجال الثروة السمكية علي مضادات الميكروبات او اضافات الاعلاف او تحسين جودة المياه بل امتدت ايضا الي صناعة الماكولات البحرية وحفظها.
تعتمد تقنية حفظ المواد الغذائية البحرية علي استخدام مواد لها القدرة علي زيادة مدة استهلاك تلك الاغذية وحفظها وتغليفها دون التاثير علي جودة المنتج من حيث اللون والطعم والرائحة وقد نجح استخدام المواد النانومترية مثل النانوايميلشن من الزيوت الطبيعية و النانو فيبر والمواد النانومترية المعدنية في تلك المهمة وذلك نظرا لخصائصهم المضادة للميكروبات المختلفة دون التاثير علي جودة المنتجات الغذائية دون سمية او تاثير ضار علي الصحة العامة وذلك نظرا لان تلك المواد يمكن امتصاصها واخراجها دون تراكمها داخل انسجة الجسم اعتمادا علي طرق تحضيرها المختلفة.
ولتعظيم الاستفادة من تطبيقات النانوتكنولجي في المجالات المختلفة خاصة مجال الثروة السمكية توجب اجراء دراسات بحثية مبداية عن سمية المواد النانومترية وتحديد الجرعات المستخدمة وتوزيع وامتصاص تلك المواد وتراكمها داخل انسجة الجسم المختلفة علي المدي القصير والبعيد وذلك ايضا لتقليل التاثير الضار عند الاستخدام، لذا يفضل التوسع في تلك الدراسات والانتقال من التطبيق علي نطاق ضيق في المعمل الي نطاق اعم واشمل علي مستوي المزراع السمكية لامكانية رسم صورة كاملة عن السلبيات والايجابيات والعمل علي تطويرها للوصول لافضل النتائج.
ومما لا يدع مجالا للشك بان تقنية النانوتكنولوجي هي تقنية حديثة ومتطورة تفتح افاقا جديدة في مجال الثروة السمكية وذلك بابعاد اقتصادية وانتاجية، حيث ان هذه التقنية قادرة علي ايجاد حلول واقعية بطريقة مبتكرة وسريعة للمشاكل الحقلية في مزارع الاسماك من حيث الانتاجية وزيادة معدلات النمو والسيطرة علي الاصابة بالامراض الميكروبية. ولذالك فان تطور دراسات النانوتكنولوجي وتطبيقاتها سيؤدي الي تطورهائل في القطاعات الزراعية المختلفة مما ينعكس علي جودة الانتاج وزيادة معدلات النمو الاقتصادي.
د.سمر حمدى قاسم
باحث وحدة بحوث النانو تكنولوجي
معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر