الدكتورة سارة على تكتب : جدرى القرود.. الأعراض.. الوقاية والعلاج
ما هو جدرى القرود ( Monkeypox)
جدري القردة هو عدوى فيروسية يسببها فيروس جدرى القرود الذى ينتمى الى فصيلة أورثوبوكس وهو ذات صلة بفيروس الفاريولا الذى يسبب مرض الجدرى وتكون أعراضه عادة شبيهة بالأنفلونزا كالحمى والقشعريرة وطفح جلدى يبدأ فى شكل بقع تتحول الى بثور ممتلئة بالسوائل.
ويُطلق على المرض اسم “جدري القردة” لأنه ينتج من فيروس قريب من فيروس الجدرى تم التعرف عليه لأول مرة في مستعمرات القردة التى كانت تستخدم فى الأبحاث في عام 1958. ولم يتم اكتشافه إلا لاحقًا في البشر في عام1970
أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي جدري القردة مؤخرا “حالة طوارئ صحية عالمية”، مع تأكيد حالات إصابة بين الأطفال والبالغين في أكثر من 12 دولة، وانتشار سلالة جديدة من الفيروس. وفى ضوء ذلك لنتعرف على بعض المعلومات المهمه عن هذا المرض ومدى خطورته.
وهناك نوعان مختلفان من الفيروس يعرفان بأسم “الفروع”:
– (الفيروس الوسط افريقى) تعرف بأسم فروع “حوض الكونغو” ويتميز هذا النوع بأعراض أكثر شدة ويسبب نسب أعلى من الوفاة وسهل الأنتقال.
-( الفيروس الغرب افريقى) وهو سبب الأصابة المنتشرة حاليا ويسبب أعراض أقل شدة وانتقاله من شخص لأخر عن طريق التلامس محدود.
لا ينتشر جدري القردة الذي يصيب معظم الفئات العمرية بسهولة بين الناس ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة، إذ في معظم الحالات تختفي أعراض المرض من تلقاء نفسها في غضون أسابيع قليلة، ولكن عند بعض الأفراد يمكن أن تؤدي الأعراض إلى مضاعفات طبية.
يتعرض الأطفال حديثي الولادة والأطفال والأشخاص المصابون بنقص المناعة لخطر الإصابة بأعراض أكثر خطورة بحسب منظمة الصحة العالمية.
كيفية انتقال الفيروس ؟
عادةً ما تتراوح الفترة الفاصلة بين الإصابة وظهور الأعراض من 5 إلى 21 يوماً، بينما يمكن أن تستمر أعراض المرض من 2 إلى 4 أسابيع.
ينتقل فيروس جدري القردة إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية من خلال التلامس المباشر مع الدم وسوائل الجسم والآفات الجلدية أو المخاطية للحيوان المصاب أو تناول اللحوم غير المطبوخة بشكل كافي من حيوان مصاب.
ويمكن الإصابة بجدري القردة من خلال الاتصال الجسدي الوثيق مع شخص تظهر عليه الأعراض، كالطفح الجلدي وسوائل الجسم (مثل السوائل أو القيح أو الدم من الآفات الجلدية). أو من خلال قطرات تنفسية كبيرة مما يتطلب اتصالا وجها لوجه لفترة طويلة.
يمكن للفيروس أيضًا أن ينتشر من امرأة حامل إلى الجنين من المشيمة أو من سيدة مصابة إلى طفل أثناء الولادة أو بعدها عن طريق ملامسة الجلد للجلد.
يعتبر الشخص معديا قبل خمسة أيام من ظهور طفح جلدى ويستمر معديا الى أن تكون الجروح قشرة وتنفصل ومن ثم تتكون طبقة جلد جديدة تحتها وعادة مايستغرق هذا الأمر من اسبوعين الى أربع أسابيع.
الأطفال دون سن 15 عاما يشكلون حاليا 70% من حالات الأصابة بجدرى القردة و 85% من الوفيات فى الكونغو وقال الخبراء ان هذا قد يعكس اختلافات فى نظامهم المناعى حيث ان معدلات سوء التغذية المرتفعة تجعل الأطفال عرضة للاصابة بالعدوى.
–هل جدرى القرود من الأمراض التى تسبب الوفاة؟
يبلغ معدل وفيات السلالة الحالية (غرب افريقيا) 1% حيث يتعافى معظم المصابين فى غضون أسبوعين الى أربع أسابيع دون تلقى علاج معين.
ويبدو المرض فى انتشاره الحالى انه يتحور عن الحالات السابقة وقد أكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن سلالة جدرى القرود المنتشرة حاليا (سلالة غرب افريقيا ) هى اخف السلالتين الموجودين من المرض حيث تتسبب سلالة وسط افريقيا ( حوض الكونغو) فى أعراض أكثر خطورة.
كيفية الوقاية من المرض:
• تجنب الاتصال بالأشخاص الذين اشتبهوا أو أكدوا وجود جدري القردة.
• تجنب ملامسة الحيوانات المصابة سواء كانت حية أو ميتة أو أي أدوات خاصة بالحيوان المريض.
• تنظف اليدين بانتظام بالماء والصابون أو بمطهر كحولي لليدين خاصة بعد ملامسة الشخص المصاب وملابسه وغطاءات السرير والمناشف أو الأسطح الأخرى التي لامسوها أو التي قد لامستهم طفح جلدي أو إفرازات تنفسية مثل الأواني والأطباق.
• ارتداء الكمامة خاصةً إذا كان الشخص يسعل أو لديه آفات في فمه.
• إذا كنت بحاجة إلى الاتصال الجسدي بشخص مصاب بجدري القردة لأنك عامل صحي أو تعيش مع الشخص المصاب شجع الشخص المصاب على عزل نفسه وتغطية أي آفة جلدية إذا كان ذلك ممكنًا على سبيل المثال من خلال ارتداء ملابس فوق الطفح الجلدي.
• غسل ملابس الشخص المصاب ومناشفه وأغطية الأسرة وأدوات الأكل بالماء الدافئ والمنظفات مع تنظيف وتعقيم أي أسطح ملوثة والتخلص من النفايات الملوثة مثل الضمادات جيداً.
• التأكد من طهي اللحوم بشكل صحيح قبل الأكل.
الأعراض:
• الحمى, الام العضلات ,الام الظهر , الصداع و تضخم الغدد الليمفاوية
• الطفح الجلدي والذي يبدأ بعد 1-3 أيام من الحمى
غالبا ما تبدأ الجروح الجلدية على الوجه قبل ان تنتشر الى باقى الجسم وتستمر الأعراض عادةً ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع وتختفي من تلقاء نفسها دون علاج.
فى حالة ظهور هذه الأعراض يجب على الشخص المصاب التوجه سريعا الى طبيب مختص للتأكد من الأصابة أو عدمها.
التشخيص المعملى للمرض:
يتم تشخيص المرض عن طريق أختبار تفاعل البوليميراز التسلسلى (pcr) وهناك أختبارات أخرى مثل استنبات الفيروس والاختبار المصلى غير أنه لا يوصى بأستخدامها فى التشخيص الروتينى.
العينات المستخدمة: يتم أخذ مسحة فيروسية من البثور (الطفح الجلدى) ويفضل من أماكن مختلفة من الجسم ويمكن أستخدام مسحات جافة أو مسحات موضوعة فى وسائط نقل الفيروس.
الاجراءات المعملية:
– يجب على العاملين فى المختبر ارتداء معدات الحماية الشخصية ويجب أعتبار جميع العينات التى تم جمعها للفحص أنها قد تكون معدية ويجب التعامل معها بحذر.
– يجب أتخاذ التدابير اللازمة لتقليل مخاطر انتقال العدوى فى المختبرات بناءا على تقييم المخاطر عند اختبار العينات السريرية الروتينية من المرضى المؤكدة اصابتهم بفيروس جدرى القردة.
– يجب تبريد العينات (من 2 الى 8 درجة مئوية) أو تجميدها (-20 أو أقل) فى غضون ساعة واحدة بعد الجمع.
علاج المرض:
غالبًا ما تُشفى أعراض جدري القردة من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى العلاج، وعادة ما تختفي الأعراض خلال 2-4 أسابيع.
من المهم العناية بالطفح الجلدي عن طريق تركه يجف إذا أمكن أو تغطيته بضمادة رطبة لحماية المنطقة إذا لزم الأمر.
تبقى الرعاية الداعمة وعلاج الأعراض هي الطريقة الرئيسية والحالية للتعامل مع المرض. حيث لا يوجد علاج لجدرى القردة معتمد من ادارة الغذاء والدواء ولكن تم أستخدام مضادات الفيروسات المخصصة لعلاج الجدرى فى بعض الحالات المصابة بجدرى القرود وهناك نوعين من اللقاحات يمكن وضعهما فى الأعتبار.
الأحتياطات الواجبة:
• فى حالة اصابة اى شخص بطفح جلدى غير مبرر يجب عليه الحصول على الرعاية الطبية السليمة
• فى أى وقت يصاب فيه الشخص بطفح جلدى يعتبر معديا
المصادر:
– دكتور أشلى دروزطبيب الأمراض المعدية فى هيوستن ميثودست.
– الكاتبة كات لاى (صحيفة الجارديان البريطانية)
ساره على جاد باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالزقازيق – معهد بحوث الصحة _ مركز البحوث الزراعية – مصر