مقاتل ، بطل ، من ابطال حرب أكتوبر المجيدة ، القصة كما ترويها السيدة نبيلة نجيب شرقاوي ( أخت نشأت و والدة الفنان أمير وهيب و المعماري سامح وهيب ) .
” نشأت ” من مواليد القاهرة في ٢١ مارس ١٩٤٥ و كان قد انهي خدمته العسكرية و عندما أعلنت مصر الحرب و علم من أصدقاءه و زملاءه في العمل انهم تسلمو خطاب استدعائهم ، في هذا اليوم عاد الي المنزل و هو غاضب و قال ” انا رايح احارب ” ، قالت له ” جالك الجواب ” قال لها ” لأ ، انا مش هستني الجواب ” قالت له ” ليه ” قال لها ” علشان دول ( و كان يشير علي أمير و سامح ب اعتباره خالهم ) ، عايزاهم لما يكبرو يقولو علينا ايه ” و لم ينتظر الخطاب ، و حصل علي اجازة من عمله و ذهب الي وحدته و تسلم خطاب استدعائه.
تحكى ” نشأت ” كان تخرج من كلية التجارة و لكنه كان يعشق اللاسلكي و الإلكترونيات و التحق بالجامعة الأمريكية و حصل علي دبلومة.
البطل جندي نشأت نجيب شرقاوي ، مقاتل سلاح الإشارة الذي جاد بحياته في معركة القطاع الأوسط بسيناء يوم ١٥ اكتوبر ١٩٧٣ ، حيث دارت فوق هذا القطاع من مسرح القتال في صحراء سيناء أعنف المعارك و أكثرها ضراوة بين قواتنا المصرية المشاة و الإشارة و المدرعات و المدفعية المضادة للدروع ضد قوات العدو المدرعة و الميكانيكية و مظلاته الجوية من طائرات الفانتوم وسكاي هوك و سوبر ميستير.
وكان نشات يعتز بسلاحه و من اقواله ” سلاح الإشارة هو سلاح الرئيس السادات ، الإشارة عين القائد و أذنيه و صوته و حواسه كلها ، مثل الدم في جسم الإنسان ، انا متأكد من النصر “.
وتحكى شقيقته لقد استشهد و هو يرافق أحد قادة و حدات المشاة في معركة اقتحام و تقدم الي عمق القطاع الأوسط شمال سيناء ، كان حاملا جهازه مبلغا أوامر قائده الي بقية المقاتلين ، و أزدحمت الأرض بالنيران ، و ألقت طائرات العدو قنابلها الالف رطل ، و قال القائد للمقاتل نشأت ” عد الي المؤخرة ، هنا خطر عليك ” ، رفض المقاتل نشأت ان ينفذ أمر قائده ، و بقي في موقعه شامخا صامدا فاتحا جهازه مبلغا اشاراته لبقية زملاءه ، حتي استشهد.
و قال عنه اللواء ” فؤاد عزيز غالي ” بأنه لم يري مثل المقاتل نشأت في قوة صموده و صلابته و حماسه و عنفوانه ، حتي بعد إصابته ، و استمراره في مهامه القتالية و الاقتحام بقوة حتي استشهاده .
وتم تسليم السيدة بهية جرجس يوسف ” الأم المثالية ” ( والدته ، جدة الفنان أمير وهيب ) في احتفالية عيد الأم التي تلت الحرب في مارس ١٩٧٤.
تحكى شقيقته بأن ما وجدوه في محفظته ، بعد استشهاده ، للاستدلال على هويته ، بطاقته الشخصية و صورة ” أمير و سامح ” ملطخة بالدم.