أخبارانتاج حيوانىدرسات وابحاثمقالات

مرض البروسيلا فى حيوانات المزرعة.. الأسباب وطرق الوقاية والعلاج

مرض البروسيلا هو مرض بكتيرى معدى واسع الإنتشار تسببه أنواع بكتيريا البروسيلا المختلفة يصيب أساسا الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والإبل والخنازير والكلاب والخيول فضلا إلى إصابة الإنسان وينتقل عن طريق الحيوانات بشكل مباشر أو غير مباشر، ويصيب غالبًا الأشخاص العاملين في قطاع الثروة الحيوانيه ويتميزالمرض فى الحيوانات بحدوث  التهاب الأعضاء التناسلية والأغشية الجنينية، بالإضافة إلى حدوث الإجهاض عند الإناث الحوامل في المراحل المتقدمة من الحمل ما بين الشهرين الخامس والسابع

مسببات  البروسيلا :

  • جرثومة بروسيلا المواشي ((Brucella abortus حيث يوجد هذا النوع من البكتيريا غالبًا في المواشي مثل الأبقار أو الإبل
  • جرثومة بروسيلا الغنم (Brucella melitensis) توجد في المواشي أيضًا ولكن في الماعز والأغنام بشكل خاص، وتعد الأكثر شيوعًا في التسبب بالحمى المالطية والأكثر خطرًا
  • جرثومة بروسيلا الخنازير (Brucella suis) يُعدّ الصيادون هم الأكثر عرضة للإصابة بها، ويوجد هذا النوع من البكتيريا في الخنازير والخنازير البرية
  • جرثومة بروسيلا الكلاب (Brucella canis) يُعدّ مربو الكلاب والأطباء البيطريين هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من البكتيريا والتي تنتقل عن طريق الكلاب.
  • جرثومة بروسيلا الحيتان (Brucella ceti and pinnipediae) تم اكتشافها حديثًا في الثدييات البحرية، وتم تسجيل حالات إصابة بداء البروسيلا العصبية لدى بعض الأشخاص

كيفية انتقال داء البروسيلا  :

تعد الإناث المصابة وبالأخص المجهضة النقطة الأساسية للعدوى، فهي تعمل على تلوث العامل المسبب عن طريق الأجنة المجهضة بالإضافة إلى، المشائم، السوائل، الإفرازات الرحمية، الإفرازات المهبلية، الحليب، كذلك فإن الذكور المصابة يمكن أن تنقل العامل المسبب من خلال السائل المنوي.

يمكن لأرض الحظيرة، جدران الحظيرة، القش، الأعلاف، الأدوات الملوثة، أن تكون سبباً لنقل العدوى، حيث تنتقل العدوى عن طريق الفم بسبب العلف الذي انتقل إليه العامل المسبب، يمكن أن ينتقل المرض عبر الجروح التي انتشرت على جلد الحيوان مسببة له التهاب ويجب منع العجول الصغيرة من الرضاعة لأن المرض له القدرة على الانتقال من حلمات ضرع الأم. و يمكن ايضا ان ينتقل عن طريق الجهاز التنفسى نتيجة استنشاق الأتربة الملوثة

إن داء البروسيلا ذو طبيعة مسيطرة؛ لأنه يمتلك خواص انتشار سريعة، خاصة مع زيادة الإنتاج من الحليب في القطيع، بالإضافة إلى زيادة عدد الحيوانات في وحدة المساحة، ينتقل المرض للحظائر السليمة، نتيجة لإدخال حيوانات مصابة إلى الحظيرة، ربما تكون الحيوانات في طور الحضانة، أو مصابة بشكل كامل. في حالة انتشار الداء في المزرعة، لا ينصح بشراء أبقار إلا بعد التأكد من سلامتها.

تدخل جراثيم البروسيلا إلى جسم الحيوان، فتتصدى لها الخلايا الليمفاوية وتتغلب عليها، ثم تبقى مستمرة حتى وصولها إلى الدم، حيث تبقى في الدم من أسبوع إلى أسبوعين وأكثر، مما ينتج عن ذلك إصابة الحيوان بتسمم دموي من الجرثومة، بعد ذلك ممكن أن تصيب أجزاء الجسم المختلفة كالطحال، الكبد، الضرع، العظام، المفاصل، الأوتار، العقد اللمفاوية، مروراً بالمشيمة التي قد تصاب بالجرثومة، ومنها حدوث التهاب حاد بين المنطقة التي تجمع المشيمة والرحم، مؤدياً ذلك إلى موت الجنين

خطورة مرض البروسيلا فى الابقار:

تؤدى الاصابة بمرض البروسيلا فى الابقار الى التهابات بالرحم والاغشية الجنينية والجنين وغالبا ماتؤدى الى موت الجنين بالرحم او اجهاض فى الثلث الاخير من الحمل

كما تؤدى ايضا الى احتباس المشيمة وتعفنها وتسبب التهابا بالرحم والغشاء البروتينى

وجد ايضا ان الابقار المصابة تكون معرضة لالتهاب شديد بالضرع وينخفض معدل انتاج اللبن كما تحدث تغيرات مرضية فى مكونات اللبن المنتج والذى يصبح مصدرا مباشرا للعدوى فى الانسان . كما تفرز تلك البكتريا ايضا فى السوائل المهبلية والبول و تؤدى ايضا الى ورم فى مفاصل الحيوان المصاب ويظهر الورم خاصة فى مفصل الركبة. اما فى الذكور فيحدث التهابات بالخصية وكيس الصفن, وتقل خصوبة الذكور اوتنعدم تماما

خطورة مرض البروسيلا في الأغنام والماعز:

قد تسبب بروسيلا ملتينسيس في الماعز والأغنام فى الإجهاض واحتباس المشيمة والتهاب الخصيتين والحبل المنوي ويحدث الإجهاض

أعراض داء البروسيلا في الأبقار:

تتراوح فترة حضانة المرض ما بين 14- 180 يوماً أو أكثر فبالتالي من الصعب الكشف عن فترة ارتفاع الحرارة خلال فترة التجرثم الدموي، ومنها سيحدث الإجهاض في أية مرحلة من مراحل الحمل، لكن غالباً لا يظهر في المراحل المتقدمة من الحمل، ما بين الشهرين الخامس، والثامن. يسبق الإجهاض أعراض مشابهة لأعراض الولادة الطبيعية.

يمكن مشاهدة أعراض على الحيوان تتمثل في احتقان واحمرار الأغشية المخاطية للمهبل، إفرازات مهبلية عديمة الرائحة بيضاء رمادية مخاطية، وفي الحالات الصعبة يكون لونها قيحية دموية. يحدث احتباس في المشيمة، يتبعه التهاب في الرحم خروج سوائل بنية محمرة، أو رمادية متسخة كريهة الرائحة.

هنالك أعراض أخرى تتمثل في تأثر خصوبة القطيع، وذلك بدليل إصابة الذكور بالتهاب الخصية والبربخ. يجب الانتباه إلى أن العدوى في القطيع الخالي من المرض، والذي أُصيب لأول مرة، قد يحدث فيها زوبعة من الإجهاضات في الأبقار الحوامل. يمكن أن يؤثر الداء على الولادة الثانية للأبقار، وذلك بولادة العجل مشوه وهزيل.

تشخيص داء البروسيلا في الأبقار:

يعتمد التشخيص بشكل أساسي على

  • الاختبارات السيرولوجية الحقلية للكشف عن الحيوانات المصابة بالبروسيلا.
  • الفحص المجهرى :عينات من حليب وسوائل رحمية من الحيوانات المجهضة.
  • عزل ميكروب البروسيلاعلى المنبتات التخصصية واجراء الاختبارات البيوكيميائية لتحديد نوع الميكروب وسلالتة.

العلاج والوقاية من داء البروسيلا في الأبقار:

لا يوجد علاج فعال حتى الآن حيث إن المعالجة بالمضادات الحيوية، ومركبات السلفا، والأمصال ممكنة في الحالات الفردية، لكن في الحالات الوبائية الجماعية، تصبح المعالجة دون جدوى، والأفضل التخلص من الحيوان لأنه يبقى مصدراً للعدوى.

*تم وضع عدة برامج  للوقاية من داء البروسيلا ضمن خطط محكمة وتمثلت بما يلي:

  • منع شراء أبقار من مناطق تعرضت لداء البروسيلا، بالإضافة إلى وضع

الأبقار في الحجر البيطري لمدة شهر، بالإضافة إلى عدم شراء أبقار من المناطق الموبوءة إضافة إلى حجر الأبقار لمدة 30 يوماً.

  • عند البدء بموسم التلقيح، يجب الانتباه عند اختيار الذكور وفحصها للتأكد من سلامتها.
  • يجب وضع العجول المولودة في حظائر مخصصة لها، وعدم اختلاطها مع الأبقار المصابة.
  • تعقيم الحليب الموجود في المزرعة.
  • الارشاد البيطرى ودورة فى التوعية وبرامج المكافحة فى المزارع للتحكم فى وبائية البروسيلا
  • توعية المربين والاهتمام بتطبيق برامج الفحص الدورى للبروسيلا والتخلص من الحالات الايجابية.
  • تطبيق الشروط الصحية والوقائية في المزرعة.

د هند ابراهيم محمد – معهد بحوث الصحةالحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى