أخبارانتاج حيوانىخدماتدواجنمشروعكمقالات

دكتور عاطف عبدالمجيد يكتب : مرض التهاب الشعب الهوائية المعدي(IB) فى الدواجن

 التعريف بالمرض :

هو عدوى فيروسية حادة شديدة العدوى تصيب الجهاز التنفسي  العلوي للدجاج محدثا أعراض تنفسية شديدة ، كما يصيب  الفيروس   الجهاز البولي التناسلي والجهاز الهضمي ويؤدي الى انخفاض في انتاج البيض وجودته و يحدث التهاب بالكلية وتصل نسبة النفوق في الأعمار الصغيرة إلى 30% مما يؤدي الى خسائر اقتصادية كبيرة سواء في قطعان التسمين او البياض والامهات  .

المسبب المرضي :   

التهاب الشعب الهوائية المعدي يسببه فيروس جاما كورونا الذي يسبب المرض فقط في الدجاج ، على الرغم من وجود الفيروس أيضًا في الدراج والطاووس  والفيروس متغير للغاية  ويستمر ظهور أنماط مصلية وأنماط وراثية جديدة و يموت الفيروس بسرعة خارج الدجاج ولكن يمكن أن ينتشر عن طريق الهواء ويمكن أن يسافر لمسافات طويلة أثناء تفشي المرض. كما يمكن أن ينتشر عن طريق أدوات التبخير مثل الملابس وصناديق ومعدات الدواجن ولا ينتقل المرض بالبيض ولا يعيش الفيروس أكثر من أسبوع في عنابر الدجاج في حالة عدم وجود الدواجن . السلالات الأسترالية التقليدية مسببة لأمراض الكلى (تسبب تلف الكلى) .ارتفاع معدلات تكاثر الفيروسات الناتجة في الطفرات الجينية وأحداث إعادة التركيب الجينومي يمكن تؤدي إلى ظهور أنماط مصلية جديدة من الفيروس والتي لا تتعارض مع الحماية ، مما يعقد المكافحة بالتحصين .

الإمراضية :  

المرض يصيب الدجاج في المقام الأول وعلما بأن جميع الأعمار معرضة للإصابة بالمرض ، ولكن المرض يكون أكثر حدة في الكتاكيت و يسبب في كثير من الأحيان النفوق بنسب متفاوتة ولكن مع تقدم العمر ، يصبح الدجاج أكثر مقاومة للتأثيرات الممرضة للكلى , آفات قناة البيض والوفيات .    ويمكن أن تختلف الإمراضية لـ IBV بشكل كبير بين السلالات حيث تعتمد العدوى في الدجاج على العديد من المتغيرات مثل سلالة الفيروس ونوعه ؛ جنس وعمر الدجاج ؛ الحالة المناعية (التطعيم ، قمع المناعة ، والأجسام المضادة المشتقة من الأم) ؛ العدوى المشتركة والظروف البيئية مثل المناخ والغبار والأمونيا والطقس البارد )      تبدأ العدوى عن طريق الجهاز التنفسي بغض النظر عن امتلاء أنسجة (الجهاز التنفسي والكلى والأعضاء التناسلية) بالفيروس و يتكاثر الفيروس ويحدث آفات في كثير من  الخلايا الطلائية ، بما في ذلك تلك الموجودة في الجهاز التنفسي والكلى والأعضاء التناسلية (قناة البيض والخصيتين). كما ينمو الفيروس أيضًا في العديد من خلايا الجهاز الهضمي (المريء ، المعدة الغدية ، الاثني عشر ، الصائم ، الجراب المذرق  ، واللوزتين الأعور ، والمستقيم ، والمذرق) محدثا قليل من التأثير السريري المرضي البيولوجي عليها .       جميع سلالات IBV تنتج آفات متفاوتة الشدة في الجهاز التنفسي اعتمادًا على ضراوتها ، عمر الدجاج ، القابلية الوراثية لسلالة الدجاج نفسه ، المناخ ، والمناعة الأمومية أو النشطة للدجاج. ونوجه غلى ان عدوى IBV تزيد القابلية للإصابة بالعدوى الثانوية لالتهابات الجهاز التنفسي , كما تزيد الأضرار الناجمة عن الالتهابات الاساسية في الجهاز التنفسي .     وكذلك يؤدي الى زيادة الاصابة بالعدوى الثانوية للجهاز التنفسي متمثلة في الايكولاي والمايكوبلازما والهيموفيلاس  ويزيد من ضراوتها وتأثيرها على الدجاج مخلفا درجات عالية من نفص الاوزان والنفوق واستهلاك كبير من المضادات الحيوية والاعدامات مما يؤدي الى خسائر اقتصادية كبيرة .

 طريقة نقل العدوى :

فيروس التهاب الشعب الهوائية المعدي شديد العدوى وينتشر بسرعة بين الدجاج حيث تظهر الاعراض في غضون 24-48 ساعة .

ينتقل الفيروس عن طريق الاستنشاق أو ابتلاع جزيئات الفيروس المعدية عن طريق الاتصال المباشر بين الدجاج المصاب والسليم من خلال الهباء الجوي fomites أو براز الطيور المصابة . وعن طريق الملابس والأحذية والأدوات الملوثة بالفيروس ، مثل وما إلى ذلك توليد الهباء الجوي من الجهاز التنفسي هو وسيلة انتقال هامة بسبب التركيزات العالية للفيروس في الجهاز التنفسي المسالك خلال المرحلة الحادة من العدوى.

فترة الحضانة :   

فترة الحضانة قصيرة و تعتمد فترة حضانة IB على جرعة العدوى وتتراوح  من 18 الى 36ساعة .

أعراض المرض :     

  – تبدو الكتاكيت مكتئبة وتظهر في صورة تجمعات تحت مصدر الحرارة , يقل استهلاك العلف وتقل زيادة الوزن.- تظهر أعراض تنفسية في الكتاكيت المصابة في صورة لهث ، سعال ، عطس ،حشرجة القصبة الهوائية ، وإفرازات أنفية وعينية وتورم للجيوب الأنفية في بعض الأحيان. – في الدجاج الأكبر سنا من 6 أسابيع من العمر ، تقل حدة الأعراض ، وقد يمر المرض دون ملاحظة إلا إذا تم فحص القطيع بعناية عن طريق التعامل مع الطيور أو الاستماع إليها في الليل عندما تكون الطيور عادة هادئة . – تتأثر شدة العلامات التنفسية بجودة المناخ  والسكن ، نوع الطيور ، السلالة المعنية ، برنامج التطعيم ضد البكتيريا  ووجود التهابات مشتركة بما في ذلك الالتهابات الثانوية.

– في دجاج اللحم المصاب بسلالة الفيروس المسببة لأمراض الكلى يتعافى من الاعراض التنفسية وبعد ذلك تظهر علامات الاكتئاب والريش المنتفش والاسهال ، زيادة استهلاك المياه ، والوفيات.

الطقس البارد ، سلالة الدجاج ، والوجبات الغذائية عالية البروتين التي تحتوي على منتجات حيوانية كمصدر للبروتين هي عوامل مؤدبة لتطوير الأعراض أثناء الإصابة بـالسلالة الممرضة للكلى .

– أعراض الاصابة في البياض  

(بالإضافة إلى الأعراض التنفسية و التي يمكن ان تغيب او تكون خفيفة جدًا) تظهر في صورة انخفاض حاد في إنتاج البيض  الطبيعي ويزيد انتاج البيض المشوه وتقل جودته ، ويكون البيض شاحب غير مصبوغ وتظهر تشوهات على قشرة البيض وتختلف شدة انخفاض الإنتاج من طفيف حتى 70٪ ويعتمد على عوامل مثل سلالة الفيروس المسبب ومستوى المناعة ضد ذلك السلالة ، وتوقيت الإصابة خلال فترة انتاج البيض ، وكذلك العدوى المصاحبة مثل متلازمة انخفاض البيض (EDS) .

نسبة الإصابة و النفوق :

تصاب جميع الطيور في القطيع بالعدوى ، لكن النفوق يختلف باختلاف الضراوة والنمط المرضي للإصابة ؛ سن الإصابة  , حالة المناعة ، سواء أمية أو مكتسبة ؛ وعوامل الاجهاد كالطقس البارد والالتهابات البكتيرية الثانوية , عادة ما يُلاحظ أعلى معدل وفيات مع التهابات السلالات الممرضة للكلى في الطيور الصغيرة.

الآفات التشريحية :

– وجود عتامة بالأكياس الهوائية والتي تتحول الى شكل رغوي ثم تجبنات .

– يحتوي الدجاج المصاب على إفرازات مصلية أو تجبنات بالممرات الأنفية والجيوب الأنفية والقصبة الهوائية وتؤدي الى انسداد الممر التنفسي عند بداية الشعب الهوائية (تعد آفة تشريحية مميزة للمرض) والتي يوجد حولها منطقة من الالتهاب الرئوي .

– يلاحظ أيضا تضخم الكلى وزيادة ترسيب أملاح اليوريا بالحالبين .

– في البياض نلاحظ وجود صفار البيض بالتجويف البطني كما يوجد تكيسات في قناة البيض للاعمار الصغيرة والتي تكون السبب في عدم الوصول للقمة عند دخولها مرحلة الانتاج  وقد لوحظ ايضا انخفاض طول ووزن قناة البيض وانخفاض حجم المبايض في الدجاج المصاب.

 

تشخـــيــص المرض

– تاريخ الحالة المرضية والأعراض والآفات التشريحية المذكورة أعلاه.-  التشخيص المعملي عن طريق عزل وتوصيف الفيروس في المختبرات باستخدام تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) وتفاعل البلمرة العكسي وبعض الاختبارات السيرولوجية الاخرى مثل الإليزا و  HI .

التشخــيص التفريــقي :

لابد من التفريق بين الالتهاب الشعبي الوبائي والامراض التنفسية مثل النيوكاسل والانفلونزا والتهاب الحنجرة والقصبة الهوائية (ILT) والكوريزا ومتلازمة نقص انتاج البيض (EDS) .

السيطرة على المرض :

تؤدي الطبيعة شديدة العدوى لهذا المرض عمومًا إلى إصابة جميع الطيور المعرضة للإصابة و على الرغم من تدابير الأمن البيولوجي مثل الاحتياطات الصحية أو الحجر الصحي ، والتي يجب الحفاظ عليها دائمًا فإنه لا يوجد علاج لهذا المرض . ويراعى زيادة درجة حرارة الحظائر المصابة وتحسين الظروف البيئية. إضافة المضادات الحيوية لمواجهة العدوى الثانوية بالأمراض البكتيرية التي تحدث أثناء هذه العدوى كما يراعى تقليل نسبة البروتين في العلائق وزيادة الإلكترولايت في مياه الشرب أثناء بالعدوي بالسلالات الكلوية .. يتأثر الفيروس بسهولة بالحرارة والمطهرات العادية. عادةً ما يُضاف اللقاح إلى مياه الشرب ، ولكن يمكن إسقاطه في العين أو فتحة الأنف أو استخدامه كرذاذ.

الأمن الحيوي :

اتخاذ اجراءات عزل صارمة تجاه الطيور والعنابر المصابة ويتم إزالة السماد وبقايا الطيور بالحظائر المصابة ويتم تنظيف  وتطهير الحظائر المصابة بأحد المطهرات الفيروسية وتطهير المعدات الموجودة بها

التحصـــين  :

يوجد نوعان من اللقاحات وهما

لقـــاحـــات حية مضعفة :

تعطى للكتاكيت (سواء تسمين أو بياض)من سن 1-14 يوم عن طريق الرش أو مياه الشرب أو بالتقطير في العين .

يتم التحصين على مرتين بينهما اسبوعين ويفضل أن يكون التطعيم الثاني من نوع مصلي مختلف .ويجب أن يعتمد اختيار اللقاح على نوع الفيروس المنتشر بالمنطقة علما بأنه قد تنشأ سلالات متغيرة ومتحورة من الفيروس نتيجة لعملية الانجراف الجيني أثناء تكاثر الفيروس وينتج ما يسمى ب (variant) و تحتوي اللقاحات الحية الأكثر استخدامًا في جميع أنحاء العالم على مشتقات من سلالة ماساتشوستس (Mass41 و H120 و H52).

لقـــاحـــات ميتة :

يستخدم لتطعيم أمهات البياض والتسمين للحماية من نقص انتاج البيض الناتج من الإصابة ب IB

كما يؤدي إلى تمرير الأجسام المناعية من الأمهات إلى الكتاكيت الصغيرة أو النسل

_________________________________

د/ عاطف عبدالمجيد سالم_   باحث أمراض دواجن _ معهد بحوث الصحة الحيوانية_ المعمل الفرعي بكفر الشيخ _   مركز البحوث الزراعية _ مصر                                                                                                                                                         





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى