أخباررئيسيمجتمع الزراعةمحاصيل

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : من هنا نبدأ تنفيذ توجيهات الرئيس السيسى فى زراعة المحاصيل الاستراتيجية

لقد تناولت فى مقال سابق أن هناك أربع محاور ينبغى أن تاخذ الاهتمام والأولية من الدولة المصرية وهى دعم القطاع الزراعى والتعليم والبحث العلمى والقطاع الطبى والتحول الرقمى، وقلت فى مقدمة الأوليات هو القطاع الزراعى لأنه حائط الصد الأساسى للدولة وكم اسعدنى اليوم توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسى  بالتوسع فى رقعة استصلاح الأراضي على مستوى الجمهورية لزراعة المحاصيل الاستراتيجية وهذا التوجيه وضع العاملين فى القطاع الزراعى فى موقف التحدى والمسؤلية العلمية والوطنية

وهذا التوجيه يحتاج إلى خطة عمل وتعاون كامل بين اعضاء المنظومة الزراعية فى البلاد ، فتوسيع الرقعة الزراعية واستصلاح اراضى جديدة واستزراعها يحتاج إلى جهود كبيرة من المختصين بعلوم الاراضى وتحويل الأراضى ذات المشاكل إلى اراضى صالحة للزراعة بالاضافة إلى الخدمات اللوجستية من خدمات طرق ورى وميكنة زراعية وتوفير الأسمدة المناسبة

فلسفة زراعة الأراضى الجديدة :

ثم نأتى إلى مرحلة الزراعة لهذه الاراضى الجديدة ، ولعل توجيه السيد رئيس الجمهورية واضحا بزراعتها بمحاصيل استراتيجية لها بعد وطنى تأمينى لاحتياج السكان ولبيست محاصيل تكميلية يمكن الاستغناء عنها
وهذه رسالة واضحها ينبغى أن نعيها جيدا جميعا.

يهدف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى من تصريحه وتوجيهة إلى تأمين حاجات البلاد من محاصيل الحبوب وخاصة القمح، ولعل المثال الذى ضربه السيد رئيس الجمهورية كى يطمئن الناس على الاحتياطى الغذائى بأنه قال سوف يتم تسليم القمح المنزرع فى مصر فى خلال شهر  أبريل  الحالى وبالتالى فإن رغيف الخبز هو الذى يشغل القائمين على آمر البلاد وهومن أهم العوامل المؤثرة على الأمن القومى.

والقمح هو المحصول الرئيسى فى الحبوب الذى ننتج منه 9 ملايين طن ونحتاج إلى مثلهم تقريبا من الاستيراد بالاضافة إلى محصول الأرز الذى اصبح مطلوبا على كل الموائد المصرية الآن وهو المحصول الثاتى والذرة الشامية الذى يعتبر محصول ثنائى الغرض كمحصول حبوب وكمحصول علف يساهم فى توفير علف للانتاج الحيوانى، ومحصول الشعير والذى يمكن زراعته فى المناطق الهامشية وفى نهايات الترع وتحت الرى المطرى فهو من المحاصيل المتحملة للاجهادات البيئية
ومجموعة محاصيل الزيت والتى يتم استيراد أكثر من 90% من الخارج ونحتاج الى تقليل فاتورة الاستيراد وتقليل الفجوة الانتاجية منها وأهم المحاصيل الاستراتيجية التى يمكن أن تساهم فى ذلك فول السودانى وفول الصويا وعباد الشمس وهذه المحاصيل يمكن أن تزرع فى الاراضى ذات مشاكل بانتاجية عالية.

ومن المحاصيل المهمة البقوليات التى يعتمد المواطن المصرى وكان يتميز بها، ويمكن تحقيق الاكتفاء الذاتى منها خاصة الفول البدى والعدس، كما يهمنا تأمين انتاج السكر  من خلال  بالاهتمام بزراعة بنجر السكر الذى  يتحمل الملوحة، واصبح للمزارع المصرى خبرة به بالاضافة على المحافظة على زراعة قصب السكر الذى يناسب مصر العليا.

ونظرا لسعى الدولة فى عمل مزارع للانتاج الحيوانى لتوفير المنتجات الحيوانية بأسعار مناسبة فإنه من الواجب التوسع فى زراعة محاصيل الأعلاف التى تتحمل الاجهادات والاهتمام بزراعة البرسيم والذى يعد من أكثر المحاصيل الحقلية المهمة التى تساهم فى رفع خصوبة التربة واستزراعها وتساهم فى توفير اعلاف خضراء فى فصل الشتاء يساهم فى توفير اللحوم ومنتجات الالبان ولاننسى الاهتمام بالتوسع فى محاصيل الألياف وفى القلب منها محصول القطن المصرى

من هنا نبدأ تنفيذ توجيهات الرئيس :

والسؤال المهم الذى يمكن أن نطرحة ونحوله إلى خطط عمل : هل لدينا الأصناف المناسبة من كل المحاصيل الاستراتيجية التى يمكن أن نزرعها فى الأراضى الجديدة والتى هى بالتأكيد بها العديد من الاجهادات البيئية ويأتى فى مقدمتها نقص المياه والجفاف والملوحة ودرجات الحرارة المرتفعة ؟
هل لدينا برامج لانتاج التقاوى من هذه الأصناف بكميات تكفى للتوسع فى زراعتها ؟ بالتاكيد هناك جهود موجودة لكن ليس ذلك فى كل المحاصيل وأن وجد صنف أو اثنين أو اكثر فإن التوسع فى الزراعة فى مساحات كبيرة فيها اجهادات بيئية متباينة فإن الاستراتيجية يجب أن تختلف ، نحتاج إلى سياسة صنفية متعددة فهناك صراع بين الأصناف وبين الأمراض، نحتاج إلى تنشيط برامج التربية والتحسين فى الأصناف لكل المحاصيل و، لايليق أن تكون جمهورية مصر العربية ليس بها برامج لاستنباط أصناف من محاصيل الخضر.

توجيهات السيد الرئيس تحتاج ألى ورشة عمل متخصصة تضع الرؤى والأفكار وتحولها إلى سياسات ومشروعات قابلة للتنفيذ حتى تتحقق النتائج المرجوة من هذ التوجيهات الرئاسية.


ا. د إبراهيم درويش أستاذ ورئيس قسم المحاصيل بكلية الزراعة جامعة المنوفية

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى