الدكتورة رانيا عبد الجواد تكتب : عدوى الجهاز التنفسى فى الأغنام وطرق الوقاية والسيطرة عليها
تعد الثروة الحيوانية ( الداجنة – السمكية – المجترات ) مصدر هام للبروتين الذى يحتاجه الإنسان . لذا وجب الإهتمام والمحافظة على هذه الثروة على مستوى الفرد والمجتمع . ولكننا نجد تعرض الحيوانات المجترة سواء؛ الكبيرة أو الصغيرة منها للإصابة بأمراض الجهاز التنفسى المعدية. وتعد هذه الأمراض من أهم الأمراض التى تواجه المربى والتى تؤثر على الصحة العامة للحيوان وبالتالى تؤثر بالسلب على الثروة الحيوانية فى مصر وتتسبب فى خسائر فى هذه الحيوانات خاصة فى الأعمار الصغيرة . قد تكون هذه الأمراض بكتيرية أو فيروسية أو فطرية أو طفيلية .
تتمثل أسباب عدوى الجهاز التنفسى فى الأغنام فى الأتى :
الأسباب البكتيرية مثل : الباستيريلا – الميكوبلازما – الاستافيلوكوكس – الاشرشيا كولاي – الكورايني باكتيريم – والاستربتوكوكس
الأسباب الفيروسية مثل : البارا انفلونزا وطاعون المجتارات الصغيرة
الأسباب الفطرية مثل: فطراسبرجلس فيوميجيتس
الأسباب الطفيلية مثل: الديدان الرئوية
هناك عوامل بيئية تساعد على إنتشار الأمراض التنفسية فى الأغنام مثل :
– التهوية الغير مناسبة وتزاحم الحيوانات وخاصة أثناء الشحن بطريقة غير صحية ولفترات طويلة .
– التعرض المفاجئ للتيارات الهوائية فى فصل الشتاء وخاصة فى الحظائر المغلقة .
– عدم مطابقة المكان لتربية تلك الحيوانات .
– سوء التغذية والتغيير الفجائى فى أنواع الغذاء .
– سوء الصحة العامة .
– عدم تواجد الرعاية والمتابعة الطبية المناسبة .
– عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية السليمة واستخدام المطهرات المناسبة والفعالة .
– عدم إتباع إجراءات الأمان الحيوى داخل المزارع .
– لجوء معظم المربيين دائما للإستخدام العشوائى للعقاقيرالبيطرية والمضادات الحيوية فى العلاج دون الرجوع للمختصين والتى تسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية .
– عدم استجابة بعض المربيين لحملات التحصينات التى تقوم بها الجهات المختصة .
– إختلاف مصادر وأنواع وأعمار الحيوانات فى نفس المزرعة .
– عدم توفر أماكن لعزل الحيوانات المصابة داخل المزارع .
يجب ملاحظة ان جميع هذه العوامل تتسبب فى نشاط الميكروبات المتواجدة بصورة طبيعية فى رئة الحيوانات مثل الباستيريلا وتكاثرها مسببة الأمراض التنفسية .
تعتمد طرق التشخيص على الأعراض الظاهرية والتى يلاحظها المربى على الأغنام المصابة والتشخيص المعملى، وتتمثل هذه الأعراض الظاهرية فى؛ فقدان الشهية وفقدان الوزن، وضيق وصعوبة التنفس مع ارتفاع فى درجة الحرارة، وسعال على فترات مع وجود افرازات مائية فى بداية المرض ثم تتحول الى مخاطية وتكون مصاحبة بالتنفس السريع ويلاحظ على الحيوان الوقوف والرأس ممتدة الى الأمام للحصول على الأكسجين مع وجود افرازات بالفم وزيادة فى اللعاب بجانب الإنخفاض الواضح فى انتاج اللبن فى النعاج الحلابة وكما يلاحظ على الحيوانات النافقة وجود التهابات وتصلب فى نسيج الرئة مع وجود افرازات عند الضغط عليها . أما التشخيص المعملى فيعتمد على عزل الميكروبات المسببة للأمراض التنفسية بالطرق التقليدية وتحديد المضادات الحيوية المناسبة للعلاج بإجراء إختبارات الحساسية مع تأكيد عزل هذه الميكروبات بالتقنيات الحديثة .
طرق العلاج :
أما عن طرق العلاج، فيجب عزل الحيوانات المريضة فى أماكن نظيفة والحصول على مسحات أنفية وعينات دم منها تحت الإشراف البيطرى، وإجراء اختبارات الحساسية للمضادات الحيوية لإختيار أنسبها للعلاج مع عدم الإستخدام العشوائى لمثل هذه العقاقير . ورفع مستوى المناعة فى أجسام الحيوانات بإستخدام الفيتامينات والتغذية المتوازنة المتكاملة .
تشمل طرق وإجراءات الوقاية والسيطرة على الأمراض التنفسية فى الأغنام؛ محاولة تجنب جميع عوامل إنتشار الأمراض التنفسية والمهيئة لحدوثها السابق ذكرها . وإتباع بروتوكول التحصينات للحيوانات مثل لقاح التسمم الدموى بصورة منتظمة . والكف عن الإستخدام العشوائى للمضادات الحيوية والذى ينتج عن ظهورعترات جديدة لهذه الميكروبات التى تكون مقاومة لهذه المضادات نتيجة للتحور الجينى الذى يحدث داخل الحامض النووى والذى ينتج عنه ظهور جينات مقاومة وأكثر ضراوة . وعزل الحيوانات المريضة عن السليمة فى أماكن مخصصة بعيدة عن باقى حيوانات المزرعة . وإتخاذ الإجراءات الصحية أثناء شحن الحيوانات وتجنب التعرض المفاجئ للتيارات الهوائية وعدم إدخال حيوانات جديدة إلى المزرعة إلا بعد التأكد من خلوها من الأمراض المعدية وعدم تربية أكثر من نوع من الحيوانات فى نفس المزرعة والإهتمام بنظافة الحظائر والإستخدام المنتظم للمطهرات المناسبة والتى يجب أن تكون قوية وفعالة . وتطبيق إجراءات الأمان الحيوى داخل المزارع حفاظا على صحة الحيوانات والعمال .
إعداد د/ رانيا حامد عبد الجواد – باحث أول بقسم بحوث الميكوبلازما – معهد بحوث الصحة الحيوانية – الدقى – مركز البحوث الزراعية – مصر
