أخباردواجنرئيسيزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعةمقالات

الدكتورة أسماء شعبان تكتب : انفلونزا الطيور..المسببات والأعراض وطرق الوقاية

إنفلونزا الطيور هو مرض معدي تسببه فيروسات إنفلونزا A   ) Influenza A Virus ) وهو مرض فيروسي ذو أهمية اقتصادية على قطاع الدواجن. فهو يصيب أنواع الطيور الداجنة المائية والبرية خاصة الدجاج والبط والرومي، إلا أن الطيور المائية المهاجرة بشكل خاص البط البري تعد مستودعا طبيعيا لكل فيروسات إنفلونزا أ.

أما بالنسبة إلي فيروس أنفلونزا الطيور شديد الضراوة  H5N8أصيبت به مصر في عام 2016  القادم من اوروبا وروسيا عن طريق الطيور المهاجرة وهو 3 أنواع من الفيروسات المحورة والذي تسبب في حدوث حالة نفوق عالية في الدواجن وخسائر فادحة في صناعة الدواجن في مصر.

ويعد H5N8 من الفيروسات الأكثر ضراوة في حالة انتقال الإصابات إلى مزارع الدواجن في المناطق التي تتعرض للطيور المهاجرة وخاصة في شمال الدلتا مثل محافظات دمياط وبورسعيد والدقهلية وكفر الشيخ والبحيرة.

مسببات المرض :

ينتمي فيروس إنفلونزا الطيور الى عائلة الأورثومكزوفيروس Orthomyxovirus)) وتشتمل هذه العائلة علي ثلاث مجموعات سيرولوجية رئيسية هي ( A, B & C) جميع هذه المجموعات تصيب الإنسان فقط , ما عدى مجموعة A تصيب الإنسان والحيوان والطيور .

وتصنَّف فيروسات الأنفلونزا من النمط A ضمن نمطين فرعيين حسب توليفات البروتينات المختلفة الموجودة على سطح الفيروسات أي بروتين الهيماغلوتينين (H) وبروتين النورامينيداز (N) .  وهناك 16 نمطاً فرعياً مختلفاً للبروتين (H) و11 نمطاً فرعياً مختلفاً للبروتين  (N). ويمكن تصنيف فيروسات الأنفلونزا من النمط A على أنها فيروسات أنفلونزا الطيور أو أنفلونزا الخنازير أو غيرها من فيروسات الأنفلونزا الحيوانية حسب المضيف الأصلي.  وتشمل الأمثلة الأنماط الفرعية لفيروسات أنفلونزا الطيور (H5N1)، (H5N8) و (H9N2).

هناك ظاهرة خطيرة لهذا النوع من الفيروسات وهي قدرتها على التحور (mutation) مما ينتج عنه فيروسات جديدة لم تكن معروفة مناعياً الى الإنسان أو الحيوان , ويتم هذا نتيجة إصابة نفس الحيوان بأنماط مختلفة من الفيروس ينتج عنها إعادة التشكيل الوراثي (Genetic Reassortment).

تنقسم فيروسات انفلونزا الطيور التي تصيب مزارع الدواجن الى عالية الضراوة (HPAI) وضعيف الضراوة  (LPHI) , وذلك حسب شدة الإصابة والمقدرة على الإنتشار في أعضاء الجسم .

هناك بعض الأنماط لها المقدرة على التحول من ضعيف الضراوة الى عالي الضراوة ومن أهمها (H5 , H7) .

طرق الإنتقال الى الطيور :

يتم انتشار المرض بين الطيور بواسطة عدة طرق فقد تكون عن طريق الفم ، تناول غذاء أو ماء ملوثين من افرازات الأنف وزرق الطيور المصابة .

وأيضا عن طريق الجهاز التنفسي (عدوى الرذاذ) وملتحمة العين والمجمع “مؤخرة الدجاج ” ، العمال والزوار، الحشرات الماصة للدم و الطيور البرية والطليقة والتي تلعب دوراً بارزاً في إنتقال المرض من منطقة الى أخرى

ومن طرق الانتقال أيضا العدوى من الخنازير .

مع احتمالية انتقال المرض من الأمهات المصابة , وقد تم عزل  الفيروس من قشرة البيض.

الأعراض :

تتراوح فترة الحضانة من ساعات قليلة الى (3) أيام , تختلف الأعراض بإختلاف نوع الإصابة في نوع عالي الضراوة تكون الإصابة حادة فجائية تنفق الطيور المصابة دون إحداث أي أعراض , تعتمد شدة الأعراض على نوع الطيور والعمر والجنس والعوامل البيئية والأمراض المشاركة , وتظهر الأعراض على الجهاز التنفسي ، الهضمي والعصبي , وتكون الأعراض على الشكل التالي :

صعوبة في التنفس وسعال وعطس واصوات حشرجه وتراكم افرازات مخاطية في الانف والفم والبلعوم ، خمول واجهاد وانتفاش الريش وانعدام الشهية ، التهاب الملتحمه وزيادة تدمع العينين وانتفاخ الوجه والرأس وازرقاق الجلد في منطقة الرأس والارجل ، اسهال مائي وورم في مفاصل الارجل و اضطرابات عصبية على شكل تهيج وارتجاف وشقلبة وشلل الاطراف والتواء الرقبة ، انخفاض في انتاج البيض وقد يتوقف .

نفوق بنسبة عالية تصل الى 100% في الحالات الشديدة و بنسبة قليلة جداً في الحالات خفيفة الضراوه.

  الصفة التشريحيه :

ويمكن تلخيص الصفة التشريحية لمرض أنفلونزا الطيور في عدة نقاط وهي كالتالي: احتقان القصبة الهوائية وقد تكون هذه المواد متجبنة او مواد ليفية ورم في الاكياس الهوائية مع وجود ارتشاح جيبي او مخاطي ،

التهاب الامعاء مع وجود مادة مخاطية او متجبنة ونزف الامعاء وخاصة الاعورية والاثني عشر مع احتقان والتهاب غشاء البريتون ، ارتشاح مصلي على قناة البيض في الدجاج البياض ، نزف تحت الجلد وارتشاح اصفر محمر في الانسجة تحت الجلد ، انتفاخ واحتقان ونزف في الارجل ، بقع تنكرزية على الكبد ، الطحال ، الكلى و الرئتين.

و أيضا بقع نزفية منتشرة في عضلات الصدر و على القلب والمعدة الغدية وتحت قشرة القانصة وبقع نزفية على البنكرياس وجفاف في بعض الطيور.

       التشخيص :

الاعراض الإكلينيكية والتغيرات النسيجية تتشابه مع الامراض الفيروسية الاخرى وخاصة التي تصيب الجهاز التنفسي مثل النيوكاسل ويجب التفريق بينهما ويمكن استخدام الطرق المخبرية التالية لتشخيص المرض :

اختبار وقف التلازن الدموي Haemaglutination lnhibition test (HI).

اختبار الاليزا ELIZA .

الفحص السريع Rapid Test

الفحص بواسطة تفاعل البلمرة  Polymerase Chain Reaction Test (PCR).

ويمكن عزل الفيروس من الشعب الهوائية او من المجمع في الطيور الحيه او الميتة ويتم العزل في        جنين البيض عمر 10-11 يوماً .

الوقايــــة :

يمكن الحد من انتشار المرض باستخدام وسائل الامن الحيوي Bioseuerity  والتي تعتمد على منع دخول المسبب الى مزارع الدواجن ومن هذه الوسائل :

  • تربية قطيع واحد في المزرعة بنفس العمر (all in all out).
  • ازالة جميع المواد العضوية الناتجة عن الزرق وتنظيف وتعقيم العنابر بشكل جيد بين فترات التربية باستخدام المواد المعتمة مثل الفومالين ومركبات اليود والامونيوم .
  • منع دخول الغرباء والزوار الى المزرعة .
  • إحكام غلق الشبابيك والابواب وجميع المنافذ لمنع دخول الطيور البرية والمهاجرة وخاصة الحمام والعصافير الى العنابر ومخازن العلف وكذلك منعها من الوصول الى مياه الشرب.
  • استخدام ملابس واقية وأحذية معقمة ونظيفة .
  • تعقيم السيارات والاليات وجميع المعدات المستخدمة في المزرعة .
  • عدم اختلاط المزارعين والعاملين في المزرعة مع بعض المزارعين الاخرين او الذهاب الى أماكن اسواق الدواجن او المناطق المائية التي تزورها الطيور المهاجرة .

يجب الإنتباه ان جرام واحد من براز طائر مصاب قادر على نقل العدوى الى مليون طائر وبالتالي نشره في كل مكان .

التحصين :

نظراً لسرعة تغير التركيبات الانتيجينية لهذا الفيروس فان استعمال اللقاحات يكون بحذر شديد حيث يستخدم اللقاح في المناطق الموبوءة والتي يخشى من انتقال المرض اليها إذ أن اللقاح المستخدم لقاح ميت معامل بالفورمالين او غيره ويحقن تحت الجلد في ثنية الجناح او تحت جلد الرقبة في الثنية الجلدية الواقعة بين الفخد والبطن أو في العضل ويعطى مناعة لحوالي ستة اشهر.

وللحصول علي أفضل النتائج من التحصين يجب الإنتباه أن فيروس الإنفلونزا من النوع H5N8   مختلف جينيا وأنتيجينيا عن النوع H5N1  لذلك يجب استخدام اللقاحات التجارية المتماثلة مع نوع الفيروس المتسبب في الإصابة والمنتشر في المنطقة المراد تحصينها.

ولابد من التحديث المستمر لجين HA في اللقاحات ليكون أنتيجينيا أقرب للفيروسات المنتشرة حاليا وأيضا المراقبة المستمرة للطيور المهاجرة لتوقع ومحاولة منع إنتشار الإنفلونزا.


د/ أسماء شعبان طنطاوي – المعمل المرجعي للرقابة البيطرية علي الإنتاج الداجني – معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعية – مصر 

dr_asmaashaaban@yahoo.com





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى