أخباررئيسيزراعة عربية وعالميةمحاصيل

الأمم المتحدة تخصص 10 ملايين دولار لمنظمة “الفاو” لدعم جهود مكافحة الجراد

تُوسّع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) نشاطاتها لمكافحة تفشي الجراد الصحراوي في شرق أفريقيا بفضل قرض بقيمة 10 ملايين دولار وافق عليه هذا الأسبوع صندوق الأمم المتحدة المركزى لمواجهة الطوارئ

ويستكمل هذا القرض منحة بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي قدمها الصندوق للفاو في يناير لمكافحة تفشي الجراد الذي يهدد بخلق حالة طوارئ إنسانية في المنطقة.

وسيستخدم القرض في توسيع نطاق عمليات مكافحة الجراد الصحراوي من خلال شراء مبيدات الآفات، واستئجار طائرات هليكوبتر وطائرات عادية، وشراء مركبات مزودة بمعدات رش، وإجراء تقييمات للأثر البيئي في أشد البلدان تضرراً، وهي إثيوبيا وكينيا والصومال.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ قرضاً للفاو. فقد قدم الصندوق في عام 2017 قرضاً للمنظمة بقيمة 22 مليون دولار لتجنيب الصومال خطر المجاعة.

ويعتبر الجراد الصحراوي أكثر الآفات المهاجرة تدميراً في العالم، ويمكن لسرب صغير يغطي مساحة كيلومتر واحد ويضم 40 مليون جرادة أن يأكل في يوم واحد نفس كمية الغذاء التي يأكلها 35000 شخص.

وتشير خدمة معلومات الجراد الصحراوى لدى الفاو إلى أن هذا هو أسوأ غزو للجراد الصحراوي في إثيوبيا والصومال منذ 25 عاماً والأسوأ منذ 70 سنة بالنسبة لكينيا. كما تتأثر به الآن جيبوتي وأرتيريا. وتم الإبلاغ عن انتشار أسراب جراد في البحرين وإيران والعراق والكويت وعمان والسعودية والسودان وقطر والإمارات العربية المتحدة واليمن، إلى جانب الهند وباكستان.

ويعد الوضع مقلقاً للغاية في شرق إفريقيا، وهي منطقة تضم 20 مليون شخص يعانون أصلاً من انعدام الأمن الغذائي. وفي هذه المنطقة وضعت أسراب الجراد بيوضها، وفي غضون أسابيع قليلة، ستنضج هذه البيوض وتشرع في أكل المحاصيل مع بداية الموسم الزراعي الرئيسي في المنطقة.

وقد تضررت المراعي والأراضي الزراعية في جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا والصومال، ومن المحتمل أن تكون هناك عواقب وخيمة على المنطقة التي يعتمد فيها الملايين على الزراعة وتربية الماشية من أجل بقائهم.

ومع التفشي المتزايد للجراد، دعت الفاو إلى تمويل عاجل بقيمة 153 مليون دولار أمريكي لمساعدة البلدان المتضررة، وهي جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان وأوغندا وجمهورية تنزانيا المتحدة. ويتضمن ذلك 15.2 مليون دولار للتصدي للتهديد المحتمل للسودان واليمن. وحتى الآن، قدمت الجهات المانحة أو تعهدت بتقديم ما مجموعه 107 مليون دولار، لذلك هناك حاجة ماسة إلى سد الفجوة.

وتعمل الفاو حالياً في الميدان مع الحكومات والشركاء الآخرين لمكافحة هذه الفاشية. ونشرت المنظمة خبراء الجراد وغيرهم من الموظفين لدعم الحكومات في مراقبة وتنسيق العمليات وتقديم المشورة الفنية والمساعدة وشراء اللوازم والمعدات للعمليات الجوية والبرية.

ففي كينيا، تم تدريب 600 شاب وإرسالهم للمراقبة والرصد الميداني. وتم تسليم ثلاث طائرات جديدة للحكومة الكينية، مما زاد من قدرتها على معالجة الأراضي الموبوءة بالجراد إلى أكثر من 1500 هكتار في اليوم. وسيتم تقديم عشر مركبات مزودة بأجهزة رش إلى الحكومة في الأيام المقبلة، مما سيتيح لها معالجة 5000 هكتار إضافية من الأراضي كل يوم.

وفي إثيوبيا، عززت طائرة مروحية توربينية عالية السرعة قدمتها الفاو قدرة البلاد على إجراء الرش الجوي، وتم طلب طائرة ثانية وسيتم تسليمها إلى المسؤولين الإثيوبيين بحلول نهاية مارس/آذار. كما تم تقديم أكثر من 40,000 لتر من المبيدات الكيماوية.

وفي الصومال، تتم مكافحة مجموعات من الجراد النطاط اليافع بمبيدات حيوية تتكون من فطريات طبيعية تتغذى على الحشرة وتضعفها ومن ثم تقتلها في النهاية، دون استخدام المواد الكيميائية. وتم تقديم 8 معدات رش تثبّت على المركبات ومعدات أخرى لزيادة عمليات السيطرة على الجراد.

ويأتي رصد الجراد الصحراوي والتنبؤ به ومكافحته في صميم مهام الفاو. وتعمل خدمة معلومات الجراد الصحراوى التابعة للمنظمة منذ حوالي 50 عاماً. إن الوجود الميداني القوي للفاو، وقدرتها على ربط السلطات من بلدان مختلفة، وخبرتها العميقة في إدارة الجراد الصحراوي، يجعلها جهة رئيسيةً فاعلة في مجال الاستجابة لتفشي هذه الآفة، كالتفشي الحاصل الآن في شرق إفريقيا ومنطقة البحر الأحمر.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى