أخباررئيسيزراعة عربية وعالمية

ندوة لمواجهة تحديات ندرة المياه والأمن الغذائى فى المناطق الجافة بالتعاون بين ” الفاو ” و ” إيكاردا “

تعاني منطقة الشرق الأدنى وشمال افريقيا من أدنى معدل لحصة الفرد الواحد من موارد المياه العذبة مقارنة بجميع مناطق العالم الأخرى. وخلال السنوات الأربعين الأخيرة، انخفض معدل المياه العذبة المتوفر بمقدار الثلثين. ونظراً لأن الزراعة المروية تستهلك أكثر من 85 في المائة من موارد المياه العذبة المتاحة في المنطقة، فقط أصبح استهلاك المياه في الزراعة بكفاءة أمراً مهماً للغاية.

وفي ضوء ذلك، استضافت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) ندوة لتسليط الضوء على أهمية استخدام المعارف التقليدية في تحديث الممارسات والتقنيات الزراعية الحالية للتصدي لتحديات ندرة المياه والأمن الغذائي في المناطق الجافة.

وعقدت الندوة خلال المنتدى العربي الرابع للمياه الذي ينعقد في الفترة من 26 حتى 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 تحت رعاية جامعة الدول العربية ووزارة الموارد المائية والري المصرية. ويشكل المنتدى منصة إقليمية لإشراك صناع السياسات وخبراء موارد المياه والمختصين بالتنمية في جميع جوانب إدارة المياه من أجل النمو والتنمية المستدامة في المنطقة العربية.

المعارف التقليدية والابتكار

في إطار هذه الفعالية الجانبية، بحثت منظمة الفاو وإيكاردا طرق تطوير المعارف التقليدية لزيادة كفاءة استهلاك المياه والانتاج الزراعي واستدامة المياه في المنطقة العربية. وأوصت الفعالية الخبراء بدراسة وتعلم الممارسات التي تستخدمها المجتمعات المحلية منذ مئات السنين لإدارة موارد المياه لديها. وهذا يشمل طرقاً مختلفة مثل “المدرجات الزراعية” (المصطبة) في اليمن و”الأفلاج” في عُمان و”نظام المسقاة لجمع مياه الأمطار” في تونس والمغرب.

واستعرضت المنظمتان مجموعة من الطرق المبتكرة لزيادة كفاءة استخدام المياه والانتاجية في الزراعة بطريقة مستدامة والتحديات التي تواجهها المنطقة في هذا الشأن.

وتعليقاً على ذلك قال باسكوالي ستيدوتو، مدير تنفيذ المبادرة الإقليمية في الفاو: “في سبيل توفير المياه وزيادة الاستدامة، نحتاج إلى مراجعة مستمرة لمعارفنا وطرقنا القديمة والحالية لكي نعزز ونتعلم أفضل الممارسات. يلعب تحديث أنظمة الري دورا مهماً في زيادة انتاجية الأراضي والمياه زيادة كبيرة، شريطة أن نضع حداً على استهلاك المياه لنضمن إدارة مستدامة لموارد المياه. وفي هذا الجانب، ومن خلال العديد من الطرق المشابهة الأخرى، سنتعلم من المعارف التقليدية الموجود في هذه المنطقة “.

من جانبه قال المهندس علي أبو سبع المدير العام لمركز إيكاردا: “علينا أن نطور ما نمتلك من معرفة وحلول لحماية مواردنا المائية الثمينة من أجل الأجيال القادمة. نمتلك إمكانية هائلة لنتعلم من الماضي، وهناك حاجة ملحة للعمل الجماعي لمواجهة التغييرات في المناخ”.

 

وبالنسبه لعمل منظمة ” إيكاردا ” فى مجال ندرة المياه يعمل علماء المنظمة على إيجاد بدائل عملية وقليلة التكلفة تجمع ما بين المعارف الأصلية واستخدام الآلات والمعدات لتعزيز الفعالية والقدرة على الصمود. على سبيل المثال، عمل مركز إيكاردا مع مجموعتين محليتين في الأردن لوضع خطة لتجميع مياه الأمطار تجمع بين الممارسات التقليدية واستخدام المعدات والآليات ونظام تحديد موجه بالليزر لزيادة دقة المصاطب وخطوط المياه. وقد أدت هذه الجهود للتخلص من قيود الممارسات القديمة إلى نمو سريع في الغطاء النباتي، وزيادة تغذية الحيوانات وتقليل تآكل التربة.

وعلى مستوى عمل الفاو فى مجال ندرة المياه فأنها تدعم المبادرة الاقليمية لندرة المياه الدول في السعي نحو تحقيق الأمن الغذائي والمائي من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في ظل تصاعد حاد في ندرة المياه لم يسبق له مثيل. وقد تم إطلاق العديد من المشاريع في إطار هذه المبادرة، مثل المزارع التجريبية التي تجمع بين الزراعة وتربية الأحياء المائية في الجزائر ومصر وعُمان، وتركيب أول محطة لضخ المياه بالطاقة الشمسية في مصر، وتجهيز وحدات “المحاسبة المائية” داخل وزارات الموارد المائية بتكنولوجيا الفضاء المتقدمة.

يشار إلى أن مكتب منظمة الفاو في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي المستدام للجميع ومساعدة المجتمعات الضعيفة على استيعاب الصدمات والأزمات والتعافي منها. وللقيام بذلك تساعد الفاو الدول الأعضاء على العمل باتجاه تحقيق زيادات مستدامة في انتاج الزراعة، وتقليل تلاشي أو تدهور الموارد الطبيعية التي تعاني حالياً من الندرة، وتعزيز التنمية الريفية وخفض الفاقد والمهدر من الغذاء.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى