أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” أن الأمن الغذائى فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط بات يشهد حالة من التدهور المستمر، معربة عن بالغ قلقها من تردى الأوضاع هناك بشكل يصعب السيطرة عليه.
وحذرت الفاو، فى تقريرها السنوى الذى أصدرته مؤخرا، من أن سبب سوء التغذية فى هذه المناطق يرجع إلى كثرة الصراعات فيها بشكل مستمر شأنها فى ذلك شأن الدول الأقل تقدما فى العالم أجمع .
وألمح التقرير إلى أن الفجوة تتسع شيئا فشئ بين الدول التى تعانى من ويلات الحروب والصراعات الداخلية مثل العراق وسوريا واليمن والسودان وليبيا من ناحية وباقى الدول من ناحية أخرى، موضحا أن سوء التغذية في هذه المناطق صار أكثر خطورة بواقع 6 أضعاف عن ذى قبل.
وكانت منظمة الأمم المتحدة قد حذرت من خلال بيان أصدرته من تردى الأوضاع فى اليمن، واصفة إياها بأنها أسوأ كارثة إنسانية فى العالم إذ بات شبح المجاعة يهدد الملايين هناك منذ أن أعلنت السعودية وحلفاؤها الحرب على المتمردين الحوثيين فى مارس 2015.
ورأت أن هذه الدول لا تمتلك المصادر الكافية التى تمكنها من الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة التى كانت قد صدقت عليها المنظمة الدولية فى عام 2015..ويرمى أحد هذه الأهداف إلى القضاء تماما على الجوع ومن ثم تحقيق الأمن الغذائي اللازم وتحسين نوعية الغذاء ودفع عجلة الزراعة من الآن وحتى حلول عام 2030، غير أن الأموال التى تنفقها تلك الدول من أجل تحسين الوضع الأمنى والقضاء على العنف تخطت تلك التى يتم تخصيصها لأولويات أخرى.
إذ يتم تخصيص ما تتراوح نسبته بين 21% و67% من إجمالى الناتج المحلى فى تلك الدول لاقتراف أو احتواء أعمال العنف الدامية أو الوقاية منها وذلك وفقا لما جاء فى نص تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” الذى ألمح فى فى الوقت ذاته إلى أن المساعدة المقدمة من الاتحاد الأوروبي ستعزز قدرة المنظمة على جمع البيانات المهمة حول الأمن الغذائي لتتمكن من اتخاذ التدابير اللازمة للسيطرة على تلك الأوضاع المتردية ومن ثم تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى هذه المناطق .
