أخبارانتاج حيوانىمقالات

الدكتور سعد سمير يكتب : التهاب الضرع فى الماشية.. الأعراض وطرق العلاج

يعتبر مرض التهاب الضرع من أخطر المشاكل المرضية في مزارع الماشية بل وأكثرها شيوعا حيث إنها قد تؤدي الى خسائر اقتصاديه جسيمة وذلك لأنه في بعض الاحيان قد يؤدى الى نفوق حيوانات اللبن في الحالات شديده الالتهاب (فوق الحاد) أو يحدث خسائر كبيرة في المزارع في حال تم استبعاد الماشية المصابة من القطيع . بالاضافة الي انه يسبب انخفاضا في ادرار اللبن وخاصه في الحيوانات التي تكون تحت نظام علاجي ويتحول فيها الالتهاب الى حالات مزمنة

و تبعا للاعراض يمكن أن يقسم التهاب الضرع الى:

التهاب الضرع الظاهري أو غير الظاهري ، التهاب الضرع فوق الحاد أو الحاد أو تحت الحاد وأخيرا قد يصبح التهاب الضرع مزمنا.
وتبعا لطريقه العدوى فهي إما التهاب الضرع المعدي أوالبيئي (الغير معدى)

طرق انتقال العدوى:

1- طريق اتصال الضرع المتكرر مع ألة الحلب ، أومن خلال اليدين أو المواد الملوثة.
2- عن طريق الفم إلى الضرع وذلك يتم اثناء إطعام العجول علي الحليب الذي يؤدي الى التهاب الضرع بسبب سلاله البكتيريا التي تبقى في تجويف الفم للعجل الرضيع ثم تنتقل البكتيريا إلى نسيج الضرع.
3- الفرشة الأرضية للحظائرتعد مصدراًهاماً للتعرض للميكروبات المرضية بسبب احتكاكها المباشر والمستمر بحلمات الضرع حيث ان بعض البكتيريا تنمو بسرعه وبأعداد هائلة في خلال فترة قصيرة على الفرشة الأرضية، ويعتمد العدد البكتيري في الفرشة الأرضية على مستوى رطوبة الفرشة ودرجه حرارتها والتخمرات بها ويختلف ذلك بين موسمي الشتاء والصيف. وجدير بالذكر أن الفرشة الجافه جيده التهوية يقل بها العدد البكتيري بينما الفرشة الرطبة ذات الحرارة المرتفعة تزيد من تعرض حلمات الضرع للبكتيريا المحيطة بهما وهذا يعنى أن الحيوانات الموجودة باستمرار داخل حظائر مغلقه تكون أكثر عرضه للإصابة خاصه خلال الصيف الحار الرطب.
4- يمكن ان يحدث الالتهاب في فترات الجفاف (عدم ادرار اللبن) نتيجة وجود انواع من الميكروبات المختلفة والتي توجد في الفم والجهازالتناسلي وعلى جلد الحيوان و الروث والفرشة ويمكن ان يحدث الالتهاب بعد الولادة مباشرة.

تأثير التهاب الضرع على مكونات اللبن:

يسبب التهاب الضرع انخفاض نسبة البوتاسيوم وزيادة في معدل اللاكتوفيرين كما يؤدي إلى انخفاض نسبة الكازين، وهو البروتين الرئيسي في الحليب. وبما أن معظم الكالسيوم في اللبن مرتبط بالكازين ، فإن اضطراب تخليق الكازين يساهم في خفض الكالسيوم في الحليب. ويزداد تدهورمكونات بروتين الحليب بسوء المعالجة والتخزين. كما ان حليب الأبقار المصاب بالتهاب الضرع يزيد فيه عدد الخلايا الجسدية ومن المثبت علميا أنه كلما زادت عدد الخلايا الجسدية كلما انخفضت جودة الحليب.

أهم الأعراض في حالة التهاب الضرع:

ربما تكون أعراض الالتهاب معتدلة بل يمكن ان تمر دون ادراكها او ان ينتج عنها علامات مرضيه واضحة، اما اذا تمت ملاحظتها فان اول تغيير ملحوظ في اللبن خلال التهاب الضرع الحاد هو زيادة بروتينات الدم يعقبه انتقال مكثف لكرات الدم البيضاء عديده الانويه الى الغده اللبنية وقد يصاحب هذه التغيرات انتفاخات وارتشاح مائي واحمرار وافرازات مائية غير عاديه تحتوي علي تجبنات وخلايا دم حمراء تبعاً لمدي شدة لحالة الالتهابية.
هناك عدة أنواع من التهاب الضرع مثل التهاب الضرع المرئي وهو الذي يمكن ملاحظة أعراضه بشكل ظاهري، وهناك التهاب الضرع غير المرئي وهو الذي يصيب الحيوانات ويتسبب بقلة انتاجها ولا يظهر أعراضاً ظاهرية ولا يمكن اكتشافه الا باستخدام عوامل مساعدة
– وهناك تقسيم آخر لالتهاب الضرع، بناءاً على الشكل الظاهري للمرض، وهو
الشكل الحاد:
وهو أول مراحل إصابة الضرع بالمرض وأفضل وقت لمعالجة الحيوان المصاب فيه، وتكون أعراضه كالتالي:
1 -إرتفاع في درجة حرارة الحيوان العامة عن المعدل الطبيعي وخاصة إذا كانت الإصابة في الضرع كله
2‌- خمول الحيوان
3‌- تورم الضرع المصاب مع احمراره وسخونته بحيث يمكن ملاحظة ذلك بالعين المجردة وباللمس
4‌- العرج بالقوائم الخلفية وخاصة إذا كان الإلتهاب بكامل الضرع، او برجل واحدة اذا كان الإلتهاب جزئياً
5‌.- تغير قوام ولون الحليب المفرز من الضرع، وقد يلاحظ بالعين المجردة أو بالفحص بالاختبارات الحقلية مثل اختبار كاليفورنيا.

الشكل المزمن:

وهو الشكل الذي يتحول إليه الشكل الحاد إذا لم يتم معالجته أو الانتباه لحدوثه وأعراضه كالآتي:
1 – إنخفاض انتاج الحليب في الضرع المصابب‌- ورم خفيف مائل إلى الصلابة في الضرع المصاب او بعض اجزائه.
2 – تغير في لون وكثافة الحليب المفرز من الضرع المصاب فيمكن أن يكون مائياً – أصفراُ – متجبنا – أو مدمما بحسب نوع الجرثومة
الشكل الغرغريني:
وهو من أخطر أشكال الإصابة وقد يؤدي إلى موت الحيوان اذا لم تتم معالجته، وتكون أعراضه كالآتي:
1-تورم الضرع
2- رائحة كريهة جداً من الضرع المصاب
3‌- ملمس الضرع بارد
4‌- تغير في لون وكثافة الحليب
5‌- يمكن تمييز منطقتين على الضرع أحدهما بارده وغامقة اللون وزرقاء والأخرى لون الضرع الطبيعي وهي تظهر مدى تقدم إصابة المرض في الضرع
6- عند ترك هذه الحالة دون علاج تحدث مضاعفات وقد يصل الميكروب وافرازاته إلى الدم ويمكن أن يؤدي إلى نفوق الحيوان
7- قد يسقط الجزء المصاب من الضرع نظرا لموت نسيجه والجلد الذي حوله
الشكل المتليف:
وهو الشكل الذي يتحول إليه الضرع إذا لم يعالج جيداً أو بشكل غير كامل ويتحول الضرع من نسيج مفرز للحليب إلى نسيج متليف متحجر ويفقد وظيفته بذلك.

العلاج والتحكم وتطبيق اشتراطات الأمن الحيوى فى المزرعة:

1- ينصح بإجراء اختبارحقلي بسيط وسهل شهرياً داخل المزرعة وهو اختبار(عد الخلايا البيضاء) في اللبن المنتج ككل وذلك لاكتشاف بداية المرض للوقاية منه، وحيث انه يجب الا يتعدى العدد الكلى للخلايا البيضاء في اللبن عن 400 ألف خليه لكل 1مل لبن لمده 3 أشهر متعاقبة فعند ظهورعدد كبيرمن الخلايا البيضاء في اللبن فلابد أن تخضع المزرعة لاختبارات التهاب الضرع على مستوى كل حيوان حلاب علي حدة، وذلك لتفادى حدوث الالتهاب في القطيع كله. وإذا ثبت أن العدد الكلى للخلايا البيضاء 500 ألف خليه بيضاء/ 1مل لبن هنا نعتبر ان هناك بالفعل اصابه حقيقيه في القطيع ويستلزم علاج القطيع.
2- العزل الميكروبي لمسببات الالتهاب وذلك بأخذ عينات من اللبن لعزل وتصنيف هذه المسببات البكتيرية معمليا ثم اجراء اختبارات الحساسية ضد المضادات الحيوية الاكثر فاعلية واستخدامها لعلاج التهاب الضرع.
3- الفحص الإكلينيكي لضرع الابقار واختبار اللبن باستخدام (اختبار كاليفورنيا) لاكتشاف الحالات الغير ظاهره إكلينيكيا.
وكذلك هناك بعض الاجراءات التي يجب اتباعها للوقاية من التهابات الضرع بمزارع ماشية اللبن فمثلا لابد من: 1- اجراء اختبار العدد الكلى للخلايا البيضاء في اللبن شهرياً كما سبق ذكره من قبل.
2- فحص ماكينات الحلب جيداً للتأكد من عملها ومدي نظافتها والاهتمام بها وفحصها دوريا.
3- مراجعة السجلات الخاصة بالقطيع وتطبيق الشروط والطرق الصحية التي تتبع اثناء سيرعمليات الحلب، وكذلك معاينه تصميم المزرعة والمحلب ومدى ملاءمتهما للشروط الصحية.
الاكتشاف المبكر لبداية الإصابة والعلاج السليم للحالات الإكلينيكية واستبعاد الحالات المزمنة التي لا تستجيب للعلاج من القطيع.
4- ملاحظه نسبه الإصابة بـالتهاب الضرع بالمزرعة، وطرق العلاج، وملاحظه النظم التي تستخدم بالمزرعة للوقاية اواستبعاد الحيوانات المصابة.

الوقاية من إلتهاب الضرع في الحيوانات:

1. عزل الحيوانات المصابة في مكان مستقل عن الحيوانات السليمة لمنع انتقال العدوى منها.
2. تطهير الحظائر بعد عزل تلك الحيوانات للقضاء على الجراثيم التي قد تكون موجودة بالتربة وذلك بإستخدام المطهرات مثل مركبات الامونيوم الرباعية والفينول وغيرها.
3. الحرص على نظافة الحظيرة بإستمرار وازالة مخلفاتها اولاً بأول.
4. بعض المسببات المرضية يمكن الوقاية منها بالتحصين مثل مرض التسمم الدموي وكذلك امراض المايكوبلازما.
5. التقليل من الادوات الحادة التي قد تسبب جروحاً في الضرع وانتقال العدوى إليه مثل المعالف التالفة وكذلك بقايا أسلاك تربيط الأعلاف(الأسيام).
6. تفريغ الحليب كاملا من الضرع السليم حتى لا يؤثر بقائه على صحة الضرع.
7. إرضاع مولود الحيوان صناعيا إذا كان ارضاعه مباشرة من الضرع يؤدي إلى جروح في الحلمات وخاصة في حالة إصابة الحيوانات ببعض الأمراض مثل مرض التهاب الفم الجلدي الساري .
8. المبادرة بعلاج أي جروح أو خدوش بسيطة في الضرع في أسرع وقت ممكن وذلك بإستخدام المطهر او بخاخ الجروح.
9-مراعاة فحص الحيوانات التي تدر الحليب وفحص لبنها من أجل المبادرة باكتشاف أي حالة مرضية وذلك لتجنب المضاعفات.
10-عدم ترك الحيوانات التي لم تعالج بعد داخل القطيع او ترك الضرع المريض يجف حيث ان الجرثومة تكون نشطة جداً في موسم الحليب القادم ويجب التخلص من الحالات التي لا تستجيب للعلاج
11-عند حلب الحيوان يفضل أن يقوم الحلاب بغسل يديه جيداً بالماء والصابون وغسل الحلمات بماء دافئ ويفضل رش مطهر موضعي على الحلمات قبل البدء بالحلب لمنع انتقال العدوى بسببه.
12-في المزارع التي تستخدم ماكينات الحلب يجب الاهتمام بنظافة تلك الماكينات وتطهيرها قبل الحلب.
13-يجب عدم استخدام حليب الحيوانات المصابة للإستخدام الآدمي أو لإرضاع الحيوانات إلا بعد انقضاء فترة العلاج وفترة التحريم والتي تكون مذكورة على النشرة الخاصة بالعلاج.


د. سعد سمير نصرمنصور
باحث- بمعهد بحوث الصحة الحيوانية الدقى – مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى