أخباراقتصاد أخضردواجنمقالات

الدكتور حسام السباعى يكتب : ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيرها على الثروة الداجنة فى مصر

ظاهرة تغير المناخ:

ظاهرة تغير المناخ هى في الأصل ظاهرة طبيعية تحدث كل عدة آلاف من السنين ولكن نظراً للنشاطات البشرية المتزايدة أدى ذلك إلى تسارع حدوث تغير المناخ . و المناخ هو متوسط أحوال الجو المتعاقبة التي تسود مكان ما لمدة طويلة قد تكون شهراً أو فصلاً أوسنه أوسنوات متعددة وتنبع أهمية التغيرات المناخية لما لها من دور كعامل طبيعي عظيم التأثير في تشكيل سطح الأرض من جهة ، وفي مختلف نواحي الحياة النباتية و الحيوانية والبشرية من جهة أخرى.

ظاهرة الاحتباس الحراري

من المعروف أن الأرض في الأساس كوكب بارد ليس به طاقة ذاتية تعمل على تدفئته ولكن المصدر الرئيسي للطاقة يأتي من الشمس ويتشكل مناخ الأرض من توازن تلك الطاقة مع العمليات الكيميائية والظواهر الفيزيقية.
نتيجة للاضطرابات المناخية التي سادت الأرض خلال الثلاثين عاماً الماضية والتي تزداد حدتها بصورة متصاعده بسبب النشاط الإنساني على سطح الأرض مما ادى الى ظاهرة الاحتباس الحراري للارض حيث زادت نسبة الغازات الحابسة للحرارة في الجو مما أدى إلى تكوين غلاف حول الأرض يشبه الصوبة, هذه الغازات تتميز بقدرتها العالية على إمتصاص الحرارة الصادرة من الأرض والإحتفاظ بها لفترة طويلة وإشعاعها مرة أخرى للأرض مما يزيد من درجة حرارتها وذلك لأن الأرض بعد غروب الشمس تطلق جزءا من الحرارة التي حصلت عليها من الشمس في صورة أشعة تحت الحمراء مما أحدث تغييراً في نظام المناخ العالمي
ومن هذه الغازات:
 ثاني أكسيد الكربون وهو يعتبر غاز الإحتباس الرئيسي وقد كان في حالة إتزان على مر آلاف السنين حيث كانت معدلات الإزالة والإمتصاص في البحار والغطاء النباتي ثابتة ، ولكنها ازدادت بعد الثورة الصناعية نتيجة حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات الاستوائية ، وكان تركيزه بالغلاف الجوي خلال الفترة من 1750-1800م حوالي 280 جزء في المليون بالحجم ووصلت الى 380 جزء في المليون بالحجم (بزيادة قدرها 25% وتتزايد تركيزاته 0.5% سنوياً) تقريرIPCC 2000م
 الميثان حيث ينتج من التفاعلات الميكروبية اللاهوائية في حقول الأرز ،ونواتج تربية الحيوانات المجترة, وحرق الكتلة الحيوية (أشجار ، نباتات ، مخلفات حيوانية)
 مجموعة الغازات التي تعمل على تآكل طبقة الأوزون التي تقوم بحماية كوكب الأرض من أضرار الأشعة فوق البنفسجية مما يؤدي الى زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري
 أكسيد النيتروز وهو ينتج من التفاعلات الميكروبية في المياه والتربة
 الهيدروكلوروفلوركاربونات
 البيروفلوروكربونات
 سادس فلوريد الكبريت
تأثيرات التغيرات المناخية على مصر

تعتبر ظاهرة التغيرات المناخية ظاهرة عالمية (Global Phenomenon) إلا أن تأثيراتها محلية – أى تختلف من مكان الى مكان على الكرة الأرضية نظراً لطبيعة وحساسية النظم البيئية فى كل منطقة – ولذا فإنه من الضرورى تقدير مدى تأثر مصر وبخاصة مواردها من الثروة الطبيعية مثل مصادر المياه والانتاج الزراعي ، وتعتبر المناطق الساحلية أكثر تلك المناطق تأثراً حيث تتأثر بارتفاع سطح البحر بالإضافة إلى تأثر مواردها من المياه والزراعة ومصادر الغذاء والثروة الحيوانية والداجنة والاسماك.

التأثير على الثروة الداجنة

تعتبر الدواجن من ذوات الدم الحار أي تحتفظ الدجاجة بدرجة حرارة جسمها بشكل ثابت ولا تتغير بتغير درجة البيئة المحيطة وتبلغ درجة حرارة الدجاج 42 درجة مئوية، ودرجة حرارة الجو المثلى للدجاج تتراوح من 18 – 22°م وهي المدى المريح الذي يسمح لها بالاداء الإنتاجي والتناسلي بشكل طبيعي. ارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها عن هذا المدي يسبب عديد من التغيرات في الأداء وفقاً لمدي الارتفاع أو الانخفاض.

اولا:- تأثير ارتفاع درجة حرارة الجو:

كيفية تأقلم الطائر مع درجة حرارة الجو المرتفعة:

تستطيع الطيور الحفاظ على درجة حرارة ثابتة للجسم في المدي الحراري (A) وهو المدى بين درجة الحرارة الدنيا و درجة الحرارة العليا الحرجة والتى تقع بين(18- 22 °م).و يتأقلم الطائر مع درجة حرارة الجو المرتفعة عن طريق آليات الجسم الطبيعية وهى التوصيل والحمل الحرارى والإشعاع.
التوصيل:
انتقال الحرارة من جسم الطائر إلى سطح أكثر برودة عندما يكون كلاهما على اتصال مباشر. يمكن للطيور على سبيل المثال نفش النشارة لملامسة صدر الطائر لارضية العنبر البارده أو الاتكاء على سلك القفص لتفقد حرارة الجسم.
الحمل الحراري:
عن طريق انتقال الحرارة عبر جزيئات الهواء كفقد الحرارة من الطائر اثناء ملامسة الهواء البارد لاسطح جسم الطائر المكشوفة من الريش مثل العرف والدلايات والاجنحة.

الإشعاع:
تعمل الموجات الكهرومغناطيسية على نقل حرارة الجسم عبر الهواء بإتجاه الأجسام الأكثر برودة. كلما زاد الفرق في درجة الحرارة كلما فقدت المزيد من الحرارة من سطح الجسم.
ظاهرة الاجهاد الحرارى للطيور
عندما ترتفع درجة الحرارة البيئية وتقترب من درجة الحرارة العليا فأن الطيور تفقد الحرارة بنشاط عن طريق اللهاث أولاً ببطء (B) ثم أسرع (C) وهو التنفس الضحل من الفم المفتوح الذي يسمح بفقدان الحرارة عن طريق تبخر الماء من الفم والجهاز التنفسي وهو الطريقة الرئيسية لفقدان الحرارة في درجات الحرارة المرتفعة وهو ما يعرف بالاجهاد الحرارى او الاحتباس الحرارى فى الطيور.

وعندما تتجاوز درجة الحرارة البيئية نقطة الحد الأقصى من فقدان الحرارة تكون الطيور غير قادرة على التحكم في درجة حرارة جسمها و تصبح آليات فقدان الحرارة غير فعالة وبعدها تنفق عند. (D)
تاثير الإجهاد الحرارى على صحة الدواجن
1. إرتفاع معدلات التنفس وظهور اللهاث
2. إنخفاض الشهية مما يؤثر بدوره علي النمو و مناعة الطائر
3. نقص تناول العلف
4. ينخفض نشاطها التمثيلي مما يؤدي إلى لإنخفاض الوزن ونقص إنتاج اللحوم / البيض.
5. تصبح الطيور أقل نشاطًا وتبتعد عن الطيور الأخرى
6. زيادة لزوجة الدم
7. إرتفاع ضغط الدم وانفجار شرايين الكبد والكليتين مما يؤدي إلي الأحتقان وزرقان العرف
8. زيادة فرصة التعرض للأمراض مما يتسبب فى كثرة أستخدام المضادات الحيوية والبكتيرية
9. إنخفاض جودة اللحوم و جودة البيض ونقص معدل الفقص ونقص الخصوبة
10. زيادة استهلاك الماء و فرص الاصابة باستسقاء البطن
11. زيادة نسبة النفوق المفاجئ
طرق الوقاية من الإجهاد الحرارى في الدواجن

دجاج التسمين لا يمكنه تحمل درجات الحرارة المحيطة المرتفعة، ويمكن اتخاذ عدد من التدابير الوقائية للتخفيف من حدة الإجهاد الحراري على الطائر من خلال: .
السكن
⦁ توفير تهوية مناسبة لعدد الطيور الموجودة في العنبر.
⦁ وضع مراوح لتحسين سرعة الرياح ودوران الهواء.
⦁ تركيب خلايا تبريد على جانبي العنبر خلال فترات الصيف.
⦁ استخدم وسادات التبريد التبخيري أو فوهة الرش.
⦁ تشغيل المراوح لتحريك الهواء بالعنبر وحتى بعد انحسار موجة الحر في المساء ليتمكن الطائر من التخلص الحرارة المختـزنة بجسمه.
⦁ دهان الجدران والسقف وخزانات الماء بلون أبيض.
⦁ نثر الماء فوق الطيور بالرشاشات عند اللزوم بصورة متقطعة (دقيقة / 10 دقائق).
⦁ وضع ستائر من الخيش في الجهات المعرضة لأشعة الشمس وترطيبها باستمرار بالماء رش جدران وأسطح العنابر بالماء من الخارج صباحاً لخفض درجة الحرارة.
⦁ تقليل أعداد الطيور المرباة بوحدة المساحة.
⦁ الإمداد الكافي من المياه النظيفة والباردة وزيادة عدد المساقي ورفع مستوى المياه فيها لترطيب جسم الطائر واستخدام ماء بارد.
⦁ عزل الحظائر بشكلٍ كافٍ لتجنب اكتساب حرارة الشمس.
⦁ الإتجاه لنظام التربية المغلق
النظام الغذائي
⦁ إعداد نظام غذائي أكثر كثافة للحصول علي جميع العناصر الغذائية بانخفاض الاستهلاك.
⦁ تحتاج الطيور تحت الاجهاد الحراري لزيادة الطاقة التمثيلية بانخفاض استهلاك العلف.
⦁ زيادة محتوى الطاقة بالزيوت اوالدهون من 2 إلى 3% لتساعد على تحسين الأداء.
⦁ رفع العلافات من أمام القطعان قبل العاشرة صباحا ومع إرتفاع درجة الحرارة وتقديمها بعد الخامسة مساء مع تقديم الأعلاف بصورة محببة.
⦁ استخدام الإضافات مثل الإنزيمات تساعد في تحسين الهضم والامتصاص.
⦁ تقديم العلف في صورة حبيبات يقلل استهلاك الطاقة أثناء التغذية ويقلل الفاقد.
⦁ الحبيبات يجب أن تكون ذات جودة مناسبة.
⦁ الأعلاف ذات حجم حبيبات أكبر ملائمة لدجاج التسمين.
⦁ عدم إجهاد الطيور باللقاحات والعلاجات.
ثانيا: تأثير إنخفاض درجة حرارة الجو
– من الصعب التحكم في درجة حرارة العنبر خاصة للعنابر المفتوحة اثناء انخفاض درجة حرارة الجو ويرجع الخطر في عدم ضبط الحرارة لانخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية مما يقلل من كفاءة عمل الأجهزة الداخلية وتصبح الطيور فريسة للإصابة بالميكروبات المختلفة وانتشار الامراض والاوبئة.
– التحكم في التهوية يشكل صعوبة في العنابر المفتوحة لأن زيادة التهوية عن الحد الأمثل يخفض الحرارة ونقص التهوية يسبب نقص الأوكسجين مع زيادة الرطوبة وزيادة الأمونيا مما يؤثر صحياً علي الجهاز التنفسي والمناعي والمعوي ويتعرض القطيع للاصابات القوية.
– يكون الهواء خلال فصل الشتاء محملا بالرطوبة ولا يتم الإحساس بها لانخفاض درجات الحرارة، كما أن الهواء المحمل بالرطوبة يحتاج دخول العنبر من أعلى وبسرعة محددة ليختلط مع الهواء الساخن فيقلل من رطوبته وترجع خطورة الرطوبة في سوء التهوية، حيث أن الحرارة والتهوية والرطوبة مثلث مرتبط لا ينفصل أحدهم عن الآخر، كما أن الأجواء الباردة بيئة ملائمة لنشاط الميكروبات.
– إن انخفاض درجة واحدة أقل من 18°م فإن الطائر الذى يزن 1 كجم يستهلك نحو 3,5 جرام عليقة كل ساعة ليحولها إلى طاقة للحفاظ على درجة حرارة جسمه، بفرض ان عدد طيور المزرعة = 1000 طائر، وانخفضت درجة الحرارة إلى 16°م أثناء فترة المساء، واستمر الانخفاض لمدة 4 ساعات، فإن كمية العلف المستهلكة للحفاظ علي حرارة الطيور 1000 (طائر) × 3,5 (جم/طائر) × 2 (انخفاض الحرارة عن 18°م) × 4 (مدة الانخفاض) = 1000 × 3.5 × 2 × 4 = 28 كجم علف.أى أنه هناك 28 كجم علف لم يستفد منها الطائر ولا المربى ول بالاضافة إلى الاجهاد الذي يتعرض له الطائر، وما يتسبب عن هذا الانخفاض من اثار سلبية اخري لذا يجب الحرص والاهتمام علي ضبط درجات حرارة العنبر للطيور.
تأثير انخفاض درجة الحرارة
⦁يزداد معدل الكتاكيت التي تتعرض للبرد خلال الأيام الأولى من العمر مما يسبب الإجهاد والجفاف وضعف معدل النمو وضعف التجانس مع ارتفاع نسبة حدوث الاستسقاء، ويمكن من خلال هذا العلامات معرفة درجة الحرارة في عنابر التسمين والتى تدل على تعرض الكتكوت لدرجة حرارة منخفضة.
كما يحدث تجمع للطيور تحت دفايات التحضين ويصبح محتوي الأمعاء والزوائد الأعورية مائية وغازية ويصبح الزرق رطب مع انسداد فتحة المجمع بالإضافة إلى:
⦁ انخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية.
⦁ انخفاض كفاءة الأعضاء الداخلية ونقص العمليات الحيوية.
⦁ زيادة التهوية تخفض درجة حرارة جسم الطائر.
⦁ نقص التهوية يقلل الأوكسجين وزيادة الرطوبة والأمونيا.
⦁ انخفاض درجة الحرارة مع سوء تهوية والرطوبة العالية يسبب زيادة الحمل الميكروبى فى الفرشة وإنتشار الأمراض البكتيرية المختلفة مثل( الكولسترديم E-coli –) اوالأمراض الفيروسية مثل(انفلونزا الطيور – الالتهاب الشعبى – النيوكاسل – التهاب القصبة والحنجرة – الجمبورو ) اوالامراض الطفيلية مثل( الكوكسيديا).
إجراءات مواجهة انخفاض درجة الحرارة
⦁ تدفئة العنابر مع الاهتمام بالتهوية.
⦁ عمل مصدات للرياح.
⦁ مقاومة الامراض المختلفة والاهتمام بالرعاية البيطرية والتحصينات.

حلول وتوصيات لمواجهة آثار التغيرات المناخية فى مصر:

⦁ تشجيع الاتجاة لنظام التربية المغلق فى العنابر المغلقة الحديثة ونشر الوعى بين المربيين عن مميزاتة وتقديم التيسيرات والدعم اللازم من الحكومة لتعمميم النظام المغلق فى التربية للحفاظ على الثروة الداجنه وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الدواجن بل والتصديرللخارج ايضا.
⦁ التوسع في استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية – طاقة الرياح، خاصة وان الاعتماد عليها سيزداد بعد حدوث التغيرات المناخية وهو أمر بات ضروريًا حيث لا يمكن الاستمرار في الاعتماد علي توفير الطاقة من الكهرباء والوقود المتجهة أسعارها إلى الارتفاع السريع حيث ان حرق الوقود من الاسباب الرئيسية فى حدوث التغيرات المناخية .
⦁ التوسع في زراعة المحاصيل العلفية اللازمة لصناعة الدواجن و استخدام انواع من التقاوي ذات الانتاجية العالية في المساحة المزروعة سيؤدي الي زيادة إنتاجية الفدان وخفض تكلفة إنتاجية الوحدة منه مع استخدام نظم الري الحديثة للحد من كميات المياه المستخدمة وخفض الفقد فيها نظرا لتاثرها بالتغيرات المناخية عالميا.
⦁الاهتمام بالامراض والاوبئة الناتجه عن التغيرات المناخية واخذ الاحتياطات اللازمه لها وزيادة مستوي الرعاية البيطرية بالثروة الداجنة.

⦁ تكثيف الوعي بمخاطر التغيرات المناخية علي الثروة الحيوانية والداجنة خاصة بين صغار المربين و تقديم المعلومات السهلة الفهم من أجل الحفاظ علي الثروة الحيوانية والداجنة والاقتصاد القومى.


د حسام السباعى

باحث بالمعمل المرجعى للرقابة البيطرية على الانتاج الداجنى – معهد بحوث الصحة الحيوانية – فرع دمنهور- مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى