داء التوكسوكارا Toxocariasis هو أحد الطفيليات الخيطية التابعة لعائلة الأسكارس وتعيش الديدان الخيطية المعوية البالغة Toxocara vitulorum في الأمعاء الدقيقة للجاموس والأبقار خاصة في العجول الصغيرة مسببة خسائر إقتصادية حيث قد تصل نسبة إصابة العجول الصغيرة إلى 100% في المناطق الموبوئة في حالة عدم توافر الظروف الصحية السليمة لتجنب العدوي.
توكسوكارا فيتولوروم (Toxocara vitulorum) هي ديدان خيطية الدودة الأنثى أطول من الذكر حيث يصل طول الدودة البالغة إلى حوالي 30 سم في الإناث و 25 سم في الذكورولها ثلاث شفاه كبيرة بارزة عرضها أصغر من عرض الدودة. تتواجد فقط في الأمعاء الدقيقة. وتضع الانثى البالغة حوالي 200000 بويضة في اليوم تنزل مع روث الحيوان المصاب وتلوث التربة. كما تمتاز هذه البويضات بمقاومتها الكبيرة للظروف البيئية الصعبة فيمكن أن تظل حية لمدة عدة شهور وقد تصل لعدة سنوات إذا توافرت لها الظروف المناسبة من درجة حرارة ورطوبة و تهوية وهذه المقاومة ترجع لوجود الجدار السميك المحيط بالبويضه لحمايتها من الظروف البيئية المختلفة. أبعاد البويضه من 75 إلى 95 × 60 إلى 75 ميكرومتر ، لونها داكن ، شبه كروي ، تحتوي على خلية مفردة محاطة بقشرة سميكة لها نتوءات بارزه للداخل.
البويضة كروية الشكل محاطة بقشرة سميكة لها نتوءات بارزة للداخل
تبدأ دورة حياة التكسوكارا في العجول ، والتي عادة ما تصاب بالعدوى في وقت مبكر بعد الولادة عن طريق تناول اليرقات التي تفرز في اللبأ واللبن عن طريق الثدي من البقرة المصابة. في داخل الأمعاء تنسلخ و تتطور هذه اليرقات إلى طور الديدان البالغة خلال ۳ إلى ٤أسابيع ثم تنتج البويضات وتنزل مع روث الحيوان لتلوث التربة وهذه البويضات لا تفقس خارج الحيوان بل تتطوراليرقات داخل البويضات إلى الطور اليرقي الثاني المعدى الذي إذا تناوله الحيوان يصاب بالعدوى حيث تفقس داخل الأمعاء الدقيقة وتخترق جدارها و يحدث لها هجرة إلى الكبد والرئة لتعود إلى الأمعاء الدقيقة لتكون الدودة البالغة التي تنتج بويضات جديدة تخرج مع روث الحيوان. و يحدث أحيانا أثناء هجرة اليرقات إلى الكبد والرئة عن طريق الشعيرات الدموية أن تهاجر هذه اليرقات إلى أنسجة الجسم المختلفة مثل العضلات ، الكبد ، الرئتين ، الكلى ، المخ والغدد الليمفاوية وتظل كامنة وتتحوصل داخل هذه الأنسجة في العجول حتى وقت متأخر من الحمل خلال الشهر الثامن فتعاود نشاطها وتهاجر إلى الغدة الثديية داخل الضرع في وقت قريب من الولادة ، مما يسمح بالانتقال عبر اللبن إلى العجول الرضيعة. وتظل تنزل في اللبن لمدة من عشر إلى ثمانية عشر يوماَ بعد الولادة. تظل العجول مصابه بالطور البالغ لديدان التكسوكارا في الأمعاء إلى أن يحدث الطرد الطبيعي من الأمعاء للدودة البالغة في غضون ۳٨ يوماً تقريباً بعد الولادة وبحلول ٤-٦ أشهرمن عمر العجول لا يبقى طفيل بالغ في الأمعاء.
أعراض المرض:
تعتمد الأعراض المرضية للتكسوكارا على الطور المعدي المصاب به الحيوان وعلى عمر الحيوان وشدة الإصابة. في العجول الرضيعة الأقل من ثلاثة أشهر المصابة بالطور البالغ لديدان التكسوكارا في الأمعاء بكثافة عالية للطفيل داخل الأمعاء خاصةً في عجول الجاموس تكون معرضة للنفوق بسبب فقر الدم الحاد والإسهال وفقدان الشهية وفقدان الوزن. أما الأعراض المرضية في العجول التي تقل أعمارها عن ٦ أشهر فتصاب بالتهابات شديدة تنتج عن هجرة يرقات التكسوكارا إلى الأنسجة المختلفة، كما يمكن أن يؤدي هجرة اليرقات إلى القنوات الصفراوية في الكبد أو البنكرياس إلى إنسداد والتهاب القنوات الصفراوية.
التشخيص:
في حالة الإصابة بالطور البالغ لديدان التكسوكارا في أمعاء الحيوان المصاب يمكن إجراء التشخيص من خلال التعرف على بويضات T. vitulorum في فحص البراز أو نزول الديدان البالغة مع روث العجول المصابة (الطرد التلقائي للديدان)، كما توجد أحياناً رائحة تشبه رائحة الأسيتون في أنفاس الحيوانات المصابة. أما في حالة الإصابة الناتجة عن هجرة يرقات التكسوكارا إلى الأنسجة المختلفة فيصعب تشخيصها بالتحديد فيعتمد في تشخيصها على القياسات السيرولوجية في دم الحيوان المصاب كما ترتفع نسبة خلايا الدم البيضاء (الإيزينوفيل) إلى أكثر من 50% وبعض قياسات إنزيمات الدم والأنسجة.
العلاج
هناك مجموعة كبيرة من الأدوية المضادة للديدان فعالة في علاج الإصابة ﺒ T. vitulorum ، بما في ذلك benzimidazoles وpyrantel or levamisole, ivermectin يمكن أن يؤدي علاج العجول بهذه الأدوية في عمر ۳ – ٤أسابيع إلى منع اليرقات من أن تنفذ من خلال جدار أمعاء الحيوان لتهاجر وتكمن في أنسجته.
الوقاية:
الوقاية تكون عن طريق التحكم فى الإصابة بتطبيق الإجراءات الصحية السليمة عن طريق عزل الحيوانات المصابة وعلاجها. تغذية العجول الرضيعة من بنوك السرسوب وحليب أبقار سليمة. التنظيف الجيد تحت الأبقار والعجول بإستخدام المطهرات المناسبة والجير الحي تحت الفرشة في التطهير لمنع تلوث التربة بالبويضات و الحفاظ على جفاف الفرشة تحت العجول ورفع مناعتها.
المراجع:
1- Martha Betson, J. Russell Stothard (2013): From the Twig Tips to the Deeper Branches
in Ascaris: The Neglected Parasite, 2013
2- Thomas M. Craig (2009): Helminth Parasites of the Ruminant Gastrointestinal Tract. in Food Animal Practice (Fifth Edition), 2009
3- Dwight D. Bowman (2020): Toxocara and Toxocariasisin Advances in Parasitology, 2020
4-Shawky M Aboelhadid, S. M. and Abdel-Aziz, S. A. (2021): Assessment The Efficacy of Thymol Against Toxocara Vitulorum In Experimentally Infected Rats. Research square pp. 1-23
5- Hassan, S. E.; Abou-El-Dobal, S. K. A. and Hegazi, A. G. (2016): Bioassay of Egyptian Propolis on Toxocara vitulorum Adult Worms. World Applied Sciences Journal 34 (3): 283-289, 2016
6- Davila G., Irsik M., Ellis C. Greiner, (2010): Toxocara vitulorum in beef calves in North Central Florida. Veterinary Parasitology 168 (2010) 261–263
7- Goossens E., P. Dorny, H. Vervaecke, C. Roden, F. Vercammen, J. Vercruysse (2013): Toxocara vitulorum in American bison (Bison bison) calves. veterinaryrecord.bmj.com on March 12, 2013 – Published by group.bmj.com
باحث أول: عبير هاشم مصطفى الهندي
باحث أول بمعهد بحوث الصحة الحيونية- معمل فرعى أسيوط
abeerhashim_elhendy@yahoo.com
