أخبارانتاج حيوانىمقالات

الدكتورة جيهان محمد تكتب : مرض الهيام أو السرا فى الإبل  

تصاب الإبل بالعديد من الأمراض منها الفيروسية والبكتيرية والطفيلية التى تؤثر على كفاءة الإبل الإنتاجية و التناسلية. بالإضافة إلى ذلك تؤثر على قدرته فى مقاومة الظروف المناخية الصعبة . و من هذه الأمراض الهامة و الخطيرة مرض الهيام أو مرض السرا أو الدباب أو كما يطلق عليه فى بعض مناطق الجزيرة العربية أبو جرجير. هذاالمرض يسببه طفيل  يسمى التريبانوسوما وهو طفيل أولي يعيش بين كرات دم الحيوان المصاب ،مغزلى الشكل له غشاء متموج يمتد على طول الطفيل يبدأ من مركز الحركة فى الخلف لينتهى فى طرفه الأمامى على شكل سوط و توجد به نواة فى المنتصف وينتمي إلى عائلة تسمى المثقبيات .

طرق العدوى:

ينتقل ميكانيكياً عن طريق الذباب الماص للدم مثل ذبابة الخيل   (Tabanus fly)أو ذبابة الإسطبل (Stomoxys fly) حيث تنقل الذبابة الطفيل بعد إمتصاص الدم من الحيوان المصاب إلى الحيوان السليم مباشرة دون أن يحدث للطفيل إنقسامات داخل جسم الذبابة حيث يبقى حيا داخل فم الذبابة فقط و لفترة قصيرة .

عندما تتغذى الذبابة الناقلة لطفيل التريبانوسوما على دم الإبل تسبب ظهور أجزاء صغيرة مرتفعة على جلد الحيوان يتكاثر فيها الطفيل ثم يصل بعد ذلك إلى تيار الدم ليتكاثر أيضا فيه و تصبح الإصابة واضحة فى الدم خلال 1-3 أسابيع.

يمكن للكلاب و آكلات اللحوم البرية أن تصاب بالطفيل إذا تناولت لحوم أو أعضاء الجثث حديثة النفوق و المصابة بالطفيل حيث تصل الإصابة بها عن طريق أى جروح بغشاء الفم و تصاب بالمرض إكلينيكيا أو تبقى حاملة للطفيل.

الأعراض:

 تتراوح فترة حضانة هذا المرض بين 7و15 يوم و تصل نسبة الإصابات بين الحيوانات إلى 20% من إجمالى الحيوانات ، فى حين قد تصل نسبة النفوق بين الحيوانات المصابة الى100% اذا لم تعالج. قد يكون المرض حادا أو مزمنا.

– يستهلك طفيل التريبانوسوما الكربوهيدرات فى جسم الحيوان ويؤدى إلى إنخفاض مستوى سكر الدم حيث يزداد ذلك مع حدوث إنقسامات للطفيل داخل جسم الحيوان وزيادة أعداده فى الدم ويصاب الحيوان بالخمول والهزال الشديد و الأنيميا وعدم الإتزان في الحركة ونقص الخصوبة.

– يفرز طفيل التريبانوسوما مواد سامة داخل جسم الحيوان والتى تنتج عن التمثيل الغذائى للطفيل فتسبب إرتفاع فى درجة حرارة جسم الحيوانعلى فترات متقطعة.

– كما أنها تتسبب فى زيادة نفاذية جدران الأوعية الدموية الدقيقة فينتج عنها تسرب سوائل الدم إلى الأنسجة المحيطة وتتجمع تحت الجلد فى مناطق البطن والرقبة فيما يعرف بالإستسقاء.

– قد يحدث إجهاض للإناث المصابة بالمرض الحاد.

– وعند إهمال الحيوان بدون علاج قد ينفق خلال 3 – 4 أسابيع.

            أعراض الشكل الحاد للمرض :

وهو الشكل الأخطر للمرض ويؤدى إلى نفوق الحيوان فى فترة تتراوح من عدة أسابيع إلى بضعة أشهروأعراضه تتمثل فى:

                 

           إبل مصاب بالتريبانوسوما فى حالة رقود يظهر عليه الهزال الشديد

– الهيام طوال الوقت والنظر إلى السماء وعدم التركيز وكذلك عدم الحركة وإصابة الإبل بالخمول والكسل و فقدان الشهية..

– إفرازات أنفية و دمعية ويلاحظ وجود بقع نزفية فى ملتحمة العين وتورم  الجفون.

– حمى متقطعة تستمرلأسابيع.

– فقر دم مع هزال شدید، ونقص في الوزن.

– إستسقاء بأسفل جسم الحيوان خصوصا أسفل البطن، والأرجل الخلفية، وأسفل الرقبة، وكيس الصفن، وغمد القضيب عند الذكور.

– اجهاض الناقة فى أى وقت خلال فترة الحمل ، ويصبح البول ذو رائحة نفاذة.

– انخفاض إنتاج اللحم والحلیب وضمور عضلات الفخذین، وسقوط الوبر، واستنزاف المواد الدهنیة تحت الجلد، فضلًا عن أعراض عصبية في المراحل الأخيرة للمرض يتبعها النفوق.

  أعراض الشكل المزمن للمرض :

– تكون أقل حدة من الشكل الحاد ويستمر المرض لعدة سنوات ويعد هذا الشكل الأكثر انتشارا للمرض ، وأعراضه كأعراض الشكل الحاد بالإضافة إلى أن الحمى المتقطعة  تتكرر على شكل نوبات تستمرالواحدة منها من 5 إلى7 أيام.

– تزداد خشونة الوبر ويصبح سهل النزع و استسقاء في منطقة البطن والرقبة والأطراف أيضا .

– تقل مناعة الإبل المصابة بالمرض وتكون عرضة للإصابة بأمراض أخرى.

– فى آخر مراحل المرض تصبح الإبل هزيلة جدا وتتعثرفى المشى وترقد ، وقد تعانى من صعوبة فى النهوض.

– و قد تظهر أعراض أخرى مثل عتامة القرنية ،والإلتهاب الرئوي والإسهال المتقطع أحيانًا.

طرق التشخيص :

– التشخيص الميكروسكوبى:

طفيل التريبانوسوما مغزلى الشكل يظهر بين كرات دم الإبل

 

– أخذ عينة دم من وريد الأذن أو عينة من السائل الليمفاوى من الغدة الليمفاوية تحت الكتف للحيوان المصاب بالحمى حيث يمكن رؤية الطفيل تحت المجهرمباشرة أو بعد صبغها بصبغة الجيمسا.

– أما فى الحالات المزمنة ينخفض تواجد الطفيل فى الدم ،لذلك يجب أخذ عينات من الدم على مدى عدة أيام و فحصها أيضا تحت المجهر.

– الإختبارات السيرولوجية مثل الإليزا وإختبار تثبيت المتممة.

– تقنية ترسيب الدم بجهاز الطرد المركزى والتخلص من طبقة كرات الدم الحمراء ثم الفحص تحت المجهر مباشرة أو بعد صبغها بالجيمسا.

– تقنية تفاعل البلمرة المتسلسل.

– حقن عينة دم من الحيوان المصاب فى حيوانات التجارب كالفئران.

الوقاية والعلاج :

– تجنب مناطق المستنقعات والمياه الراكدة حيث يتكاثر الذباب الناقل أو إستعمال مصائد و طاردات للحشرات والذباب.

– فحص الحيوانات حاملة العدوى دورياً مثل الكلاب المصاحبة للإبل وعلاجها.

– التخلص بطريقة صحية من الحيوانات النافقة.

– علاج  الإبل المصابة بالكوينابيرامين مثل دواء الترايكوين بالحقن تحت الجلد.

– اعطاء أدوية مضادة للإلتهابات الرئوية وإلتهابات العيون.

– تقديم الفيتامينات والأملاح المعدنية لتعويض فقر الدم والهزال.

– إعطاء محلول الجلوكوزلتعويض إنخفاض مستوى الجلوكوزفى الدم حيث يتميزالطفيل باستهلاكه الكبير للجلوكوز الموجود في الحيوان المصاب، وإعطاء خافض للحرارة.

– طفيل التريبانوسوما يغير من شكل المستضدات بإستمرارلذلك فهناك صعوبة فى تحضير تحصينات للوقاية من هذا المرض.

– إعطاء الحيوانات الأدوية للوقاية فى موسم انتشار الذباب ، وخاصة فى مناطق انتشار المرض.

– تجنب رعى قطعان الابل فى مناطق انتشار الذباب الناقل للمرض .

– مكافحة الذباب فى مناطق تربية الإبل بإستخدام المصائد المختلفة مثل : مصائد الضوء، ومصائد اصطياد الذباب و تجميعه ، وورقة الذباب .

امكانية العلاج عن طريق الببتيدات المستخلصة من بعض الكائنات الحية مثل الحشرات:

وهى عبارة عن  بروتينات قصيرة السلاسل، تتألف في الغالب من 12إلى 50 حمضاً أمينياً، و تستخلص بطرق مختلفة حيث أمكن إستخدامها  فى القضاء على بعض مسببات الأمراض مثل بعض أنواع الطفيليات مثل الفيلاريا و البلازموديوم و الشيستوزوما و الترايكوموناس وقد وجد أن مادة الإستوموكسين المستخلصة  من ذبابة الإسطبل لها تأثير مثبط على بعض أنواع التريبانوسوما معمليا.

تعمل معظم هذه الببتيدات من خلال اختراق غشاء خلية الكائن الحي المستهدف مما يسبب القضاء السريع عليها.


د/ جيهان محمد سيد – باحث اول طفيليات-معهد بحوث الصحة الحيوانية-معمل اسيوط – مركز البحوث الزراعية – مصر 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى