أخبارانتاج حيوانىبيزنس الزراعةمشروعكمقالات

الدكتورة إيناس خريص تكتب : الاحماض العضوية ومقاومة الأمراض في المزارع السمكية

تعد الثروة السمكية أحد أهم مصادر الغذاء منذ القدم،  حيث انها مصدر أساسي للبروتين وبديل ذو قيمة غذائية عالية للبروتين الحيواني والداجني، والذي يساهم بشكل أساسي في توفير الاحتياجات الغذائية.

لذا فإن التوسع في استزراع الأسماك يعد احد أهم القطاعات نموا في العالم، والذي أصبح ضرورة ملحة للمساهمة في سد زيادة الطلب علي البروتين الحيواني لمواجهة زيادة الكثافة السكانية.

الاستزراع السمكي هو عملية تربية الأسماك تحت ظروف محكمة ومنظمة، والغرض منها الحصول علي أكبر كمية من إنتاج الأسماك بأقل تكاليف.

أهمية الاستزراع السمكي:

  • يعد الاستزراع السمكي وسيلة سريعة وفعالة لزيادة إنتاج الاسماك بصورة طازجة وجودة عالية، ومن ثم زيادة متوسط نصيب الفرد من البروتين الحيواني
  • زيادة الدخل القومي والحد من البطالة وذلك عن طريق توفير فرص عمالة في مشاريع الاستزراع السمكي.
  • توفير منتج بروتين ذو قيمة غذائية عالية حيث تتميز لحوم الأسماك بسهولة الهضم واحتوائها علي نسب عالية من البروتين والاملاح المعدنية والفوسفور والفيتامينات.
  • التحكم في نوعية وكمية الأسماك المراد إنتاجها.
  • زيادة إنتاج الزريعة من المفرخات الصناعية والتي تصل نسبتة إنتاجها الي ٩٠% من البيض الذي تم وضعه من الأسماك، بالمقارنة بفرص نجاة البيض في الظروف الطبيعية والتي تصل الي ٥% فقط.
  • التخلص من الأملاح واعادة استصلاح التربة.
  • تخفيف الضغط علي مصادر الأسماك الطبيعية بهدف تحسين مخزوناتها من الأسماك وايضا إمداد تلك المصايد بالزريعة التي تم إنتاجها من المفرخات السمكية الصناعية بهدف تنميتها.
  • الاستفادة من الأراضي الغير مستغلة مثل الأراضي البور والغير قابلة للزراعة وكذلك الأراضي الصحراوية باستخدامها في الاستزراع السمكي.
  • إنتاج انواع واصناف خاصة من الأسماك بغرض الزينة.

 

تقدر تكلفة العلف بحوالي 70٪ من تكلفة إنتاج الإستزراع السمكي. حيث أن جودة الغذاء تعتبر أحد العوامل الأساسية التي تؤدى إلى استمرارية ونجاح تلك المشاريع. ونظرا لتطوير نظم تغذية الأسماك والقشريات يتم إضافة بعض المكملات الغذائية أثناء تحضير الأعلاف بالإضافة الي جميع العناصر الأساسية المكون منها العلف واللازمة لتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للأسماك، بغرض تحسين جودة الأعلاف ورفع نمو ومناعة الاسماك ومقاومة عوامل الاجهاد المختلفة التي تواجه الاستزراع السمكي.

مؤخرا انتشرت الكثير من المخاوف  بشأن بقايا المضادات الحيوية في الغذاء بالإضافة الي ظهور سلالات بكتيرية مقاومة للعديد من المضادات الحيوية نظرا لسوء استخدامها، مما أدى إلى تقييد استخدام المضادات الحيوية لتنشيط النمو وعلاج الأمراض البكتيرية في معظم مجالات الإنتاج الحيواني والسمكي. ومن ثم هناك الكثير من المحاولات لإيجاد بدائل طبيعية وآمنة للمضادات الحيوية تضاف للعلائق بكميات صغيرة والتي تعمل بكفاءة علي تعزيز النمو ورفع الكفاءة المناعية للأسماك ومقاومتها للأمراض مثل:

العديد من مستخلصات النبات والطحالب، الأحماض العضوية ،المنشطات المناعية ، الخمائر مثلSaccharomyces cerevisiae وهو الأكثر شيوعًا، السينبايوتك، البريبايوتك، البروبيوتيك، البيبتيدات المضادة  للميكروبات antimicrobial peptide, مضادات السموم الفطرية  ، الإنزيمات (ومن الإنزيمات المستخدمة بكثرة في أعلاف الأسماك phytase, carbohydrase, protease, lipase, alpha – amylase,papain, pepsin).

الأحماض العضوية – organic acid

الأحماض العضوية هي نوع من أنواع short chain fatty acids وقد تم استخدامها منذ القدم بهدف حفظ الأطعمة والاغذية والعمل علي منع نمو الميكروبات بها.

تتواجد الأحماض العضوية طبيعيا كمون طبيعي في بعض انسجة النباتات والحيوانات وبعضها قد ينتج داخل الأمعاء الغليظة كنتيجة للتخمر البكتيري للكربوهيدرات.

وقد ثبت مدي فاعلية الأحماض الأمينية وإمكانية استخدامها كبديل آمن وذو فاعلية للمضادات الحيوية وبشكل خاص في الحالات التي تكون وقائية في مجال الإنتاج الداجني والسمكي والحيواني بهدف تحسين النمو وتقوية المناعة ومقاومة العديد من الأمراض.

في الآونة الأخيرة أكدت الأبحاث أن عدد البكتيريا في الماء والعلف يمكن تقليله عن طريق استخدام الأحماض العضوية وأيضا تعمل تلك الأحماض كمضاد للبكتيريا الضارة الموجودة في الجهاز الهضمي العلوى، ومن ثم تؤدى الى انخفاض البكتيريا الضارة التي تدخل للجهاز الهضمي السفلى، وبالتالي خفض السموم الناتجة من البكتيريا مثل الامونيا، البولي أمين، الكادافرين والبترسسين, ونتيجة لذلك تساعد في تحفيز الكفاءة المناعية وتحسين اليه الهضم في الأمعاء وزيادة فترة احتباس الغذاء فيها وايضا الحفاظ على القيمة الغذائية للمكونات العلفية خلال الاستخدام فى مراحل النمو.

أيضا الأحماض العضوية  تساعد علي زيادة افراز الهرمون الذى يحفز افراز الانزيمات الهاضمة مثل انزيمات البنكرياس والتي بدورها تعمل علي تحسين عملية الهضم و تحفز خلايا الأمعاء مما يؤدى الى تحسين الأداء وزيادة الوزن والتحويل الغذائي.

اهم الأحماض العضوية المستخدمة :

هناك العديد من الأحماض العضوية التي يمكن استخدامها واهمها(حمض البروبيونيك، حمض الفورميك، حمض الخليك،  حمض الفيوماريك، حمض الليمونيك، حمض البيوتريك، حمض التارتريك، حمض اللبني وحمض الماليك).

طريقة عمل الأحماض العضوية وميكانيكية تقليل العدوي؟

تعمل الأحماض العضوية علي تحفيز النمو والكفاءة المناعية للأسماك عن طريق قتل الميكروبات الضارة داخل العلف او الجهاز الهضمي  وذلك بخلق وسط غير ملائم لنشاط البكتيريا الضارة ومن الناحية الأخرى العمل علي خلق الوسط المناسب لنمو ونشاط الفلورا النافعة، حيث أن جميع الأحماض العضوية تعمل علي خفض الاس الهيدروجيني وخلق وسط حمضي والذي لا يلائم نمو ونشاط البكتيريا الضارة بينما هو الوسط الأكثر تناسبا لانتعاش ونمو الفلورا النافعة والمحبة للوسط الحمضي.

الأحماض العضوية تتميز بوجود واحدة أو أكثر من مجموعة الكربوكسيل والتي تعمل كمضاد حيوي بصورة جيدة وفعالة, وذلك بسبب القدرة على اختراق الجدار الخلوي والوصول الي السيتوبلازم ثم الانشقاق الي شقين بروتون موجب وأنيون سالب، بينما تراكم البروتون بكثرة داخل الخلية يؤدي الي زيادة الحموضة لدرجة تفوق قدرة الخلية البكتيرية والتي تحاول جاهدة علي بذل أقصي طاقتها كمحاولة لمعادلة فقد أيونات الهيدروجين مما يؤدي الي إستنزاف طاقتها وتثبيط عملية النمو والتكاثر. بينما تراكم الشق السالب (الأنيون) يعمل علي تعطيل عمل بعض الإنزيمات الأساسية الخاصة بنسخ الحامض النووي بالإضافة الي اضطراب الضغط الاسموزي داخل الخلية ومن ثم انفجار وقتل الخلية البكتيرية الضارة.

بينما الخلية البكتيرية النافعة والفلورا وبسبب قدرة تحملها للحموضة بعد انحلال الشق الموجب والسالب داخل الخلية البكتيرية يتم التحامهما مرة اخري والخروج من الخلية البكتيرية، كما وجد ان محتوي البوتاسيوم للخلية البكتيرية النافعة عالي جدا بمقارنتها بالخلية البكتيرية الضارة مما اتاح لها القدرة علي تحمل الشق السالب للحامض العضوي.

أهمية اضافة الأحماض العضوية علي العلائق:

  • زيادة تنشيط ونمو الفلورا النافعة وفي الجهة الاخري العمل علي تثبيط نمو وتكاثر وقتل البكتيريا الضارة ومن ثم تحفيز نمو ومناعة الاسماك.
  • معظم تلك الأحماض تؤثر علي نمو الفطريات في العلف وبالتالي تقليل افراز السموم الفطرية.
  • تعمل الأحماض العضوية كمواد حافظة بالعليقة تحافظ علي العلائق من التحلل.
  • أيضا تعمل علي زيادة كفاءة الهضم وذلك عن طريق زيادة كفاءة وافراز انزيمات الهضم وتنشيط البكتيريا النافعة وايضا زيادة معدل نمو خملات الأمعاء ومن ثم زيادة امتصاص الاكل المهضوم وبالتالي زيادة نمو وإنتاجية الأسماك.
  • تحفيز امتصاص الفسفور، الكالسيوم، النحاس والحديد.

د/ إيناس احمد ابراهيم خريص

باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – المعمل الفرعي بطنطا – مركز البحوث الزراعية – مصر 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى