أخبارانتاج حيوانىرئيسيمجتمع الزراعة

عبد المحسن سلامة يكتب : اللحوم.. مرة أخرى

“قرب .. قرب .. كيلو اللحمة بـخمسين جنيه”, نداء موحد, عبر مكبرات الصوت, لبعض الجزارين, بقرية دار السلام, التابعة لمركز طامية, بالفيوم.

هذه هى مقدمة “التقرير”, الذى نشرته صحيفة “الأخبار”, يوم الإثنين الماضى, فى صفحتها الخامسة, لمراسلها بالفيوم محمود عمر, والذى أشار فيه إلى أن الجزارين قاموا بذبح العجول فى الشوارع أمام المواطنين, وأعلنوا عن بيع الكيلو بـ “50 جنيها”, فقط, ونتيجة لذلك, فإن هناك إقبالًا كبيرًا من المواطنين على شراء اللحوم, وأن الجزار الذى كان يذبح عجلا واحدًا أصبح يذبح 4 عجول.
شىء فى ظاهره عظيم, ورائع, لكننى مازلت أدق ناقوس التحذير للأستاذ الدكتور عزالدين أبوبستيت, وزير الزراعة, والأستاذة الدكتورة منى محرز, نائب الوزير لشئون الثروة الحيوانية, وضرورة تدخلهما, بالدراسة والتحليل, لهذه الظاهرة, من أجل حماية المنتج الصغير, وقبل أن يخرج نهائيا من دورة الإنتاج, وتتفاقم الأسعار أكثر مما كانت عليه.
التقرير أشار, أيضا, إلى أن سبب انخفاض الأسعار, بهذا الشكل, قرار وزارة الصحة إلزام مصانع الألبان والجبن بضرورة شراء الألبان من المزارع المرخصة, مما اضطر كثيرا من المربين الصغار إلى بيع المواشى “المدرة” للحليب؛ لعدم قدرتهم على تصريفه, وانخفاض الأسعار بشكل كبير.
لابد من وقفة سريعة, وتدخل عاجل, لدراسة هذه الظاهرة, من كل الجهات المعنية, فانخفاض الأسعار شىء رائع, ومطلوب, ولكن الأهم أن يكون انخفاضًا مخططًا ومدروسًا, وله أسبابه الموضوعية, التى تسهم فى استمرارية هذا الانخفاض بشكل دائم, وليس بشكل عرضى مؤقت, يعقبه ارتفاع, قد يكون أكثر من ذى قبل.
ما يهمنى هو المنتج الصغير, الذى تعمل فى مجاله نسبة كبيرة, وليس لهم مصدر آخر سوى الزراعة وتربية المواشى, وخروجهم من دائرة الإنتاج يعنى انضمامهم لطوابير البطالة, والأخطر من ذلك ردة فعل عكسية فى الأسعار تؤدى إلى ارتفاعها بشكل عشوائى مرة أخرى.


نقلا عن الأهرام





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى